بقلم: خالد محمود بداية هذا العنوان لا علاقة له بالشهادات المزورة أو الوهمية التي يحملها ويفاخر بها كثير من أدعياء العلم الذين حصلوا على تلك الشهادات بالنصب والاحتيال.. فهذا موضوع ذو أهمية سنخصص له مقالاً آخر إن شاء الله في الأيام المقبلة. الأمر الذي شدّني لكتابة المقال هو خبر مفاده بأن أكثر من 15 شركة من كبرى الشركات العالمية مثل جوجل و أبل و آي. بي. أم أسقطت طلب الشهادة الجامعية كشرط للتوظيف في عدد من الوظائف المهمة فيها معللة ذلك بأن لا دليل على ارتباط النجاح المهني بالإنجاز الأكاديمي! لفترة مضت لم يكن هذا الموضوع محل نقاش وجدل في المجال العام نظراً لأهمية وقدسية التعليم لا سيما لدى مجتمعاتنا فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن بداية التقدم الحقيقية بل والوحيدة هي التعليم لكن على الأقل خلال العقدين الماضيين حتى اليوم بدأنا نلحظ الدراسات حول الشهادة الجامعية وربطها بسوق العمل وثمة توافق لدى معظم من تناولوا هذه المسألة بأن الشهادة قد تكون أشبه بمرحلة بروتوكولية ولا علاقة لها بمسمّى النجاح أو الفشل أساساً. لا بل ثمة من يهمس بأن هناك ما هو أهم من الشهادة بكثير فهل تعلمون أن 14 من الموظفين في جوجل لم يلتحقوا بأيَّة جامعة ولم يحملوا أيَّة شهادة.. التركيز هنا على المهارة فهي الأهم والأندر وهي التطبيق العملي للمعلومات فالشهادة وحدها لم تعد مقياساً للنجاح وللخبرة أو المعيار الأوحد للتوظيف بل لا بد من إثبات مهارة الشخص في المجال الذي يريد أن يعمل فيه مثل فن القيادة و الإصغاء و التضافر و التأقلم مع البيئات الجديدة وحُب التعلُّم والاتصال والتواصل.. إلخ. فهذه من أهم المهارات التي ينبغي أن تتوافر في الباحث عن عمل في القرن الذي نعيش فيه. فاصلة لا أقلّل هنا -يا رعاكم الله- من أهمية وقيمة الشهادة الجامعية ولا التقاعس أو الإهمال في الدراسة رغم أن الأرقام غير مبشّرة في عالمنا العربي عندما تتصل بالتعليم الجامعي حيث لم يعد طريقاً آمناً ومضموناً لتأمين وظائف لائقة عند التخرّج فملايين الخريجين اليوم يعانون من ظاهرة البطالة ليشعروا بأن السنوات التي أمضوها بين المحاضرات والامتحانات والبحوث ومشاريع التخرّج ضاعت سدى وكان الواقع مختلفاً عن الطموحات.