حنان قرقاش بعد اقل من 40 يوما عن موعد امتحانات نهاية السنة، خاصة امتحانات البكالوريا، انطلق عدد كبير من التلاميذ في علمية المراجعة والحفظ، تحسبا لهذا الامتحان المصيري، وقد اختار الكثير منهم المراجعة الجماعية التي يرون أن من شانها مساعدتهم على فهم الدروس وتحفيزهم على المراجعة والحفظ، وتبادل المعلومات والخبرات والمهارات، وتذليل الصعوبات التي يواجهها كل فرد في مادة ما، من خلال تفوق فرد آخر في مجموعة المراجعة في تلك المادة، إضافة إلى تثبيت المعلومات المتبادلة وترسيخها في الذهن، مع كل ما يصاحب ذلك من دعم معنوي ونفسي، قد يشكل أداة دفع وحماسة لدى الطلبة، ويبدد مخاوفهم بشان الامتحانات. وقد اختار عدد كبير من تلاميذ ثانويات عين النعجة وجسر قسنطينة، مكتبة دار الشباب عين النعجة2، لأجل التحضير لامتحانات البكالوريا، حيث فتحت لهم ذات المكتبة أبوابها على مدار اليوم وطيلة أيام الأسبوع تقريبا، من الساعة الثامنة صباحا، إلى غاية الساعة ال11 ليلا، وهو ما من شانه أن يضمن لهم ساعات إضافية من المراجعة، وتشهد المكتبة حسب المشرف عنها السيد "مصطفاوي أيوب" إقبالا كبيرا خلال الأسابيع الأخيرة، وهو الإقبال الذي يزداد يوميا، ما اضطرهم إلى فتح مزيد من القاعات المتواجدة على مستوى دار الشباب المذكورة، لتلبية متطلبات واحتياجات الطلبة المتوافدين. ويذكر المتحدث، أن الإقبال على المكتبة لم يكن بهذا الشكل عند افتتاحها قبل نحو عام ونصف، ولكن باقتراب مواعيد الامتحانات، كان الكثير من التلاميذ يختارون المجيء إليها في مجموعات أو أفواج صغيرة، للمراجعة والحفظ، وهو ما ساهم في إقبال تلاميذ آخرين من مختلف الثانويات بالبلدية، ومع مرور الوقت، وخلال الأسابيع الأخيرة، فاق الإقبال طاقة استيعاب المكتبة نفسها، خصوصا وان كثيرا من التلاميذ لاسيما من الذكور يحبذون المراجعة الجماعية، ويصعب عليهم الاعتماد على المراجعة الفردية فقط، مضيفا أن الإقبال يصل إلى ذروته خلال ساعات الظهيرة، ثم يخف تدريجيا بعد الساعة السادسة مساء، ليقتصر في الأخير على مجموعات صغيرة من الطلبة الذكور الذين يستمرون في المكتبة لغاية منتصف الليل أحيانا. ويحاول القائمون عليها توفير كافة الظروف التي من شانها ضمان أجواء مريحة ومرضية لهم لمراجعة دروسهم، مؤكدا من ناحية أخرى انه لاحظ أن المراجعة الجماعية مكنت الكثيرين من استدراك ما فإنهم أو ما عجزوا عن فهمه، إضافة إلى مساعدة أعضاء الفوج الواحد على تبادل المعلومات في كافة المواد،ومساعدة كل منهم للآخر فيما عجز عنه. في هذا الإطار تقول سارة طالبة بالقسم النهائي رياضي، والتي تحلم أن تصبح طيارة مستقبلا، أنها وزملائها من الثانوية كانوا قد انطلقوا في المراجعة الجماعية منذ شهر افريل المنصرم، واستطاعوا اجتياز مراحل وأشواط كبيرة، في مختلف المواد، لاسيما المواد الرئيسية، وتمكن عدد منهم من فهم كثير من الدروس التي لم يتمكن من استيعابها خلال الفصول الدراسية، كما أضافت أن المراجعة الجماعية تخلق لديهم الرغبة في مزيد من البحث والتحليل، وانجاز التمارين، ويدرسون مختلطين ذكورا وإناثا سواء من القسم أو من بقية زملاء الثانوية، رغم أنها أكدت أن الوقت لا يمضي كله في المراجعة فقط، بل هنالك فترات للضحك والتسلية، التي من شانها كسر الروتين والملل، وإعادة بعث النشاط والحيوية بينهم، وهي الأجواء التي قد لا يجدونها في المنزل، وتجعل علمية المراجعة ثقيلة وصعبة على كل منهم، بعكس الأجواء التي يجدونها في المكتبة، نفس الأمر الذي ذهبت إليه زميلتها ميمي، التي قالت أن المراجعة الجماعية وساعدتهم كثيرا، إنما طالبت بتوفير مزيد من الكتب في المكتبة لوجود عدد كبير من التلاميذ الذين يعتمدون على الكتب في المراجعة، مشيدة بما يلقونه من دعم ومساعدة من الأعوان بالمكتبة أو بدار السباب عامة، الذين يحرصون على توفير كل الأجواء الملائمة لهم للمراجعة، ومساعدتهم بكافة الإمكانيات، عبر توفير القاعات والكراسي، ودعمهم معنويا وغيرها. أما كريم وهو الآخر تلميذ بالسنة الثالثة علمي، فقال انه يأتي يوميا رفقة زملائه، وقد نظموا أنفسهم في أفواج، إضافة إلى برمجة طريقة المراجعة يوميا، حيث يخصصون كل 5 أيام لمراجعة مادة محددة، ورغم الاكتظاظ التي يعرفه المكان، إلا انه قال إن إبقاء أبواب المكتبة مفتوحة إلى غاية ال11 ليلا فان ساعدهم كثيرا، ولأنه يعجز مثل كثيرين، عن المراجعة بمفرده في البيت، فقد قال أن هذه لطريقة الجماعية للمراجعة تساعدهم كثيرا، وتبعدهم عما يشغلهم من جلسات في الحي، ويركزون بشكل اكبر على المراجعة فحسب، لاسيما وأنهم مرتبطون ببرنامج يومي لا يحيدون عنه. مديرة دار الشباب عين النعجة 2 السيدة" لوار حورية"، من جهتها قالت انه ومنذ انطلاق التحضيرات للبكالوريا فإنهم يحرصون على مساعدة الطلاب بكل ما أمكن، وضمان كافة الظروف الملائمة لهم للاستعداد لهذا الامتحان المصيري والهام، بفتح المزيد من القاعات، وتوفير الوسائل الضرورية، لتحقيق نتائج مرضية ومشرفة للبلدية.