حنان قرقاش يعاني عددٌ كبير من أعوان الأمن على مستوى عددٍ من دور الشباب بالعاصمة، من مشكلة عدم ترسيمهم في مناصب عملهم، التي يشغلونها منذ عدة سنوات، كأعوان مؤقتين، مقابل رواتب شهرية ضئيلة للغاية، لا تتعدى ال6000 دج، يُضاف إليها حرمانهم من كافة حقوقهم الأخرى، والامتيازات والمنح، في ظل عجزهم عن إيجاد مناصب عمل قارة تضمن لهم حياة كريمة، وتساعدهم على بناء مستقبلهم. ويشتغل هؤلاء الأعوان-حسب عدد ممن تحدثنا إليهم- تحت إشراف إدارات دور الشباب التي يشتغلون فيها، كما يقبضون رواتبهم، على ضآلتها، من خلال مداخيلها في إطار نشاطاتها المختلفة، نظرا لضعف ميزانية العديد من دور الشباب، وعدم حصولها على الإمكانيات المادية اللازمة، ولكونها تحتاج إلى أعوان امن إضافيين، عدا هؤلاء المرسمين الذي يشتغلون فيها، والذين قد لا يتجاوز عددهم فردا أو اثنين، إلى أعوان آخرين، خاصة خلال فترة الليل، للحراسة، وتوفير الأمن والسلامة الضروريتين لهذه المرافق، وبالتالي يتم توظيفهم في تلك المناصب، إنما مقابل رواتب ضئيلة جدا، بناء على اتفاق مسبق بين الطرفين، أي إدارة دار الشباب، وهؤلاء الأعوان، الذين ونظرا لكون اغلبهم شباب عانى من البطالة، وقلة فرص الشغل، يقبلون بذلك، على الأقل توفيرا لبعض مصاريفهم القليلة، مع أنهم في مرات عديدة، يقبضون تلك الرواتب متأخرة. يقول شاب من هؤلاء، يشتغل كعون امن بإحدى دور الشباب بالعاصمة، منذ نحو 5 سنوات، أن راتبه لحد الساعة لازال 6000 دج، وهو يشتغل من الساعة ال 1 زوالا، إلى السابعة مساء، هذا إضافة إلى عمله رفقة بقية زملائه، خلال الأيام التي تكون فيها نشاطات دار الشباب في اوجها، ومهامه تتعدى مجرد عون امن ووقاية، إلى المساعدة في كثير من الأمور، الأخرى كتحضير القاعات وتجهيزها، ورغم مرور كل هذه المدة، وطرحهم هذه المشكلة على عدة مسؤولين إلا أنهم لحد الساعة لم يتلقوا غير الوعود، الوعود التي طال انتظارهم لتتجسد على ارض الواقع، مضيفا انه وزملائه لا يطلبون شيئا غير ترسيمهم في مناصب عملهم، التي قضوا فيها فترات طويلة. زميله هو الآخر يشتغل في نفس المنصب منذ نحو سبع سنوات كاملة، ولديهم يوم واحد فقط للراحة، قال أن حتى إمكانية ممارسة لعمل إضافي، غير متاحة، نظرا لضيق الوقت، وعملهم على مدار الأسبوع، ولا يستطيعون التخلي عن المناصب التي يشتغلون بها، للبحث عن مناصب أخرى، ولذلك فان كثيرا منهم يمارسون بعض المهام الخفيفة التي تمكنهم من توفير مبالغ مالية إضافية يغطون بها احتياجاتهم. وقال هؤلاء الشبان، أنهم كثيرا ما طرحوا مشكلتهم على المسؤولين المحليين، خاصة خلال المناسبات التي يلتقونهم فيها بهذه المرافق، وأنهم كثيراً ما تقدموا بملفات عمل، إلى مختلف الجهات، إنما دون جدوى، فيما يبقى أملهم في الإجراءات الأخيرة التي دعا إليها رئيس الجمهورية، فيما يخص قطاع التشغيل، وكذا معالجة ملفات الكثير من العاملين الذين كانوا يشتكون من نفس مشكلتهم، وترسيمهم في مناصب عملهم، لاسيما وأنهم ينتمون إلى هيئات عمومية، تابعة للدولة، ومن غير المعقول أن يتم اللجوء إليهم عند الحاجة، وقبولهم بالعمل في ظل هذه الشروط القاسية والصعبة، دون أن يكون لهم على الأقل الحق في منصب عمل دائم، ينتشلهم من البطالة و الضياع، ويوفر لهم لقمة عيش كريمة. وعليه يطلب عدد من أعوان الأمن والوقاية المؤقتين على مستوى دور الشباب، من الجهات المعنية النظر إليهم بعين الاعتبار، وتلبية مطالبهم، التي يعتبرونها مشروعة جدا، بالنسبة لكل عامل في أية هيئة، عمومية كانت أو خاصة.