من أسباب دفع العقوبات : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قص الله تعالى علينا من أخبار الأمم السابقة إن تركوا هذا عمهم الله بعقاب من عنده ولم ينج منه إلا من كان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فقال : وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَاب بَئِيس بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ [الأعراف:163- 166] . ففي هذه الآيات نبأ عظيم لمن أنار الله بصيرته يقول ابن عباس _ رضي الله عنه _ : (قسم الله هذه الأمة (أي بني إسرائيل) إلى ثلاثة أقسام : قسم : عملوا المنكر وهو الصيد في السبت وقسم : خذلوا الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر والذين أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر فلما نزل العذاب أهلك القوم الأولين ونجى الله القسم الثالث من المسخ إلى القردة والخنازير الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر) . ويكفي في ذلك قول الحق تبارك وتعالى : وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْم وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود:117] أي مصلحون بالدعوة إلى الله وبالأمر بالمعروف والنهي على المنكر وإرشاد العباد لعبادة ربهم ولم يقل الصالحون لأن صلاح الفرد قد لا يتعدى إلى غيره أما المصلح فتعدى صلاحه لغيره بالدعوة والقدوة ويبقى أثره قرونًا عديدة بسبب الإصلاح كما هو عليه أئمة المسلمين من المصلحين كابن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وأحفاده إلى يومنا هذا _ يرحمهم الله - . وليعلم أن من تهاون في هذا الواجب أو قام ضده فإنه يكون فيه خصلة من خصال المنافقين بل يكون منافقًا قال تعالى : الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْض يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ [التوبة:67] .