بعد التفشي الخطير للظاهرة في السنوات الأخيرة وقاية الشباب من العنف مسؤولية مشتركة يبدو أن المجتمع الجزائري صار يتنفس عنفا في جميع مناحي الحياة بحيث أصبحت لغة العنف اللغة السائدة في كل مكان الشارع البيت وفي المدرسة الأمر الذي يدعو إلى دق ناقوس الخطر وتحليل مسببات الظاهرة التي تتجسد في أبشع صور القتل والتنكيل بالجثث والضرب والجرح المفضي الى الوفاة والى عاهات مستديمة وغيرها من الأشكال الفظيعة للعنف ولعل المشاكل الاجتماعية التي تحيط بمعظم الشباب ضاعفت الظاهرة على غرار البطالة والفراغ القاتل وانتشار المخدرات التي فتكت بعقول الشباب وهي كلها مسبّبات أدت الى التفشي الخطير لمختلف أشكال العنف في مجتمعنا. نسيمة خباجة /ق.م حروب العصابات المنتشرة هنا وهناك وانتشار الجرائم بمختلف انواعها فمن السرقة الى التعدي على الأشخاص الى المشاجرات العلنية عبر الشوارع ولأتفه الأسباب هي كلها تلخص ارتفاع الجرم في الجزائر مما يفسر بدوره انتشار العنف في أوساط الشباب فلم تعد الاسرة الركيزة الأساسية في التنشئة السليمة ولم تقو المدرسة على اصلاح ما افسدته الشوارع ورفقة السوء في ظل غياب دور المؤسسات الشبانية وحتى المسجدية في التوعية ومتابعة الشباب لأجل الاصلاح وتقليص الجرائم التي ارتفعت مستوياتها على غرار القتل ومختلف الاعتداءات ولا ينفي احد ان المخدرات كانت عاملا قويا في انتشار الجرائم والعنف في الجزائر بمختلف صوره واشكاله فهي تذهب العقول بحيث يستثمر بعض البارونات في مشاكل الشباب على غرار البطالة والوضعية الاجتماعية الصعبة من اجل جرّه إلى ما هو أفظع والزج به في السجون بعد ارتكاب مختلف الجرائم على غرار ترويج المخدرات والانتماء إلى شبكات خطيرة الى جانب ارتكاب جرائم القتل التي تكون سهلة أمام شاب فقد كل أمله في هذه الحياة وحلت المخدرات محل الدم الجاري في عروقه وحطمت حياته وأمله ومستقبله الأمر الذي دفع بعض الجمعيات الى تنظيم حملات توعوية وتحسيسية ضد مختلف الآفات الاجتماعية التي تعد منبعا لأخطر صور العنف في أوساط الشباب. دور المرافق الشبانية في الوقاية من العنف تم اليوم التأكيد على ضرورة مساهمة المرافق الشبانية في الوقاية من العنف في أوساط الشباب خلال لقاء نظم حول الموضوع بتيسمسيلت. وأكد الأستاذ بجامعة تيارت والباحث في علم النفس الاجتماعي الدكتور محمد عاقل خلال تنشيطه لمحاضرة حول ظاهرة العنف عند الشباب وسبل الوقاية منها على أهمية الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه المرافق الشبانية في وقاية الشباب من ظاهرة العنف وذلك من خلال الورشات العديدة التي تتوفر عليها والتي من شأنها تهذيب سلوك الشاب ومنها ذات الصلة بالفنون والثقافة والنشاطات الترفيهية والعلمية وكذا الرياضية. ودعا المحاضر إلى ضرورة مساهمة دور الشباب والمركبات الرياضية الجوارية والقاعات متعددة الخدمات وكذا بيوت الشباب في الوقاية من العنف في أوساط الشباب من خلال إدماج أنشطتها ومبادراتها في الجانب التحسيسي لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة. عزلة العالم الافترضي واعتبر السيد عاقل بأن المؤسسات الشبانية لم تتأقلم مع واقع الشباب الذي صار يعيش في عالم افتراضي من خلال إدمانه على مواقع التواصل الاجتماعي مقترحا اعتماد المرافق الشبانية على توعية الشباب من أخطار ظاهرة العنف من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الذي أضحت لها أهمية كبيرة في عالم اليوم. و من جهة أخرى أرجع نفس المتحدث ظاهرة العنف في أوساط الشباب إلى قلة التحسيس والتوجيه ما يفرض -حسبه- انخراط الجميع لوضع حد لها وذلك من خلال العمل بالتشاور مع الجمعيات الشبانية والرياضية وكذا المؤسسة المسجدية. كما اعتبر بأن أسبابا أخرى تقف أيضا وراء ظاهرة العنف عند الشباب منها البطالة وكذا سوء تسيير النوادي الرياضية وغياب الجمعيات الشبانية عن أداء دورها في التحسيس والمرافقة والتوجيه. و للإشارة استهدفت هذه المحاضرة المنظمة بمبادرة من دار الشباب بويليس اعمر لتيسمسيلت في إطار إحياء اليوم العالمي لا للعنف منخرطين بمرافق شبانية لعاصمة الولاية وكذا عدد من ممثلي جمعيات التي تعنى بفئة الشباب. التحسيس لمواجهة الآفات الاجتماعية تواصل مصالح أمن ولاية الجزائر حملاتها التحسيسية والتوعوية الموجهة لمختلف شرائح المجتمع وفي مختلف المجالات كالسلامة المرورية ومواجهة مختلف الآفات الاجتماعية كمخاطر الإدمان على المخدرات ومخاطر الانترنت (الشبكة العنكبوتية) حسبما جاء مؤخرا في بيان لذات الجهاز الأمني. وأوضح البيان ان كلا من خلايا الإصغاء والنشاط الوقائي لأمن المقاطعات الإدارية بالرويبة والدرارية وبوزريعة قدمت دروسا تحسيسية توعوية حول مخاطر الاستعمال السيئ للأنترنت عبر عدد من المؤسسات التربوية في الأطوار التعليمية الثلاث تمّ خلالها إبراز الجانب الإيجابي لهذه الوسيلة الإلكترونية من خلال استعمالها في مجال الدراسة والبحوث. وعمل كل من الأخصائيين النفسانيين التابعين للأمن الوطني وكذا رئيس فرقة مكافحة الجريمة الالكترونية من خلال تلك الدروس --يتابع البيان-- على إبراز الجانب السلبي للاستغلال السيئ للشبكة العنكبوتية وما ينجم عنه من مخاطر وخيمة على رأسها العزلة الاجتماعية و العيش في حياة افتراضية خصوصا من خلال بعض التطبيقات وكذا الألعاب الافتراضية الى جانب تصفح بعض المواقع المحظورة. أما فيما يخص الجانب التحسيسي المتعلق بمحاربة الإدمان على المخدرات فقد قامت خلية الإصغاء والنشاط الوقائي لأمن المقاطعة الإدارية لحسين داي والرويبة بتنظيم حملة تحسيسية حول مخاطر الإدمان على المخدرات وذلك على مستوى محطة القطار محمد بلوزداد وكذا بإحدى المتوسطات بهراوة تم خلالها توزيع كتيّبات تحت شعار المخدرات والإدمان هذا يخصّك يحتوي على شروحات ونصائح وإرشادات حول مخاطر هذه الآفة وطرق العلاج منها. وفيما تعلّق بالجانب التوعوي والتحسيسي حول السلامة المرورية فقد نظمت كل من خلية الإصغاء والنشاط الوقائي لأمن المقاطعة الإدارية لبوزريعة وبراقي و حسين داي وبئر مراد رايس خرجة ميدانية استهدفت مستعملي الطريق وكذا سواق حافلات نقل الطلبة بقطاع الاختصاص قدّمت لهم مطويات تحت عنوان في الشتاء سُق بحذر وسيطر على الخطر . وتمّ تحسيس المعنيين بضرورة احترام قانون المرور لتفادي أخطار الطريق والحفاظ على سلامتهم مع حثّهم على التحلي بروح المسؤولية. كما قامت خلية الاتصال والنشاط الوقائي لأمن المقاطعة الإدارية لبراقي بثلاث حملات تحسيسية لفائدة تلاميذ مدارس ابتدائية قدّمت لهم نصائح وارشادات حول السلامة المرورية من خلال استعمال ممر الراجلين وكذا الممر العلوي مع احترام إشارات المرور كما قدّمت لهم مطويات تساعدهم في فهم الأمور بطريقة جيّدة من جهتها قام أعوان الخلية لدى أمن المقاطعة الإدارية لزرالدة بحملة تحسيسية للحفاظ على الصحة العامة من خلال القيام بحملة تنظيف مع أبناء حي من أحياء قطاع الاختصاص يضيف البيان. ضرورة وضع مخطط لمكافحة العنف تعمل مديرية الصحة والسكان لولاية وهران على وضع خريطة حول العنف بهدف مكافحة هذه الظاهرة بشكل أحسن حسبما أفاد به مؤخرا مسؤول بالقطاع. وأكد زبير يحي خلال لقاء حول الوقاية من العنف في الوسط الشباني انتظم بمقر مركز البحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية بوهران أن هذه المبادرة في طور جمع المعلومات لدى مختلف مؤسسات الصحة العمومية . و ستسمح هذه الخريطة بتحليل أفضل لهذه الظاهرة علما أنها تشمل مختلف أنواع العنف حسبما أضاف نفس المسؤول في هذه الجلسة التي نظمتها جمعية صحة سيدي الهواري . و أشار نفس المتحدث الى البرنامج الوطني للصحة العقلية 2017-2020 الذي يتكفل بالعنف من الجانب الوقائي وإلى دور اللجنة الوطنية التي تضم قطاعات الصحة والتربية والتضامن والشؤون الدينية والشباب والرياضة. كما تميز هذا اللقاء بتدخل الباحث والأستاذ عبد الكريم هواري الذي أكد من جهته على أهمية تكوين المعلمين والأولياء في تقنيات حل النزاعات التي تشمل الشباب. وقد قام هذا المختص في علم الإجتماع في هذا الإطار بعدة مقابلات مع الأولياء والمعلمين والتلاميذ من أربع مدارس تقع في أحياء شعبية وبوسط مدينة وهران. وقد أجريت هذه الدراسة لصالح جمعية صحة سيدي الهواري في اطار برنامج الشباب من أجل السلام و الحياة الذي تم بالشراكة مع قطاعي الصحة والتربية والحركة الجمعوية وبدعم من مصلحة التعاون والنشاط الثقافي لسفارة فرنسا في الجزائر.