من أجل تحصيل فعال لها.. دعوة لتحسين منظومة الاتصال المتعلقة بالضرائب أكد الخبير والمستشار الاقتصادي عبد الحق لعميري على ضرورة الاتصال والتحسيس لدى الإدارات الجبائية ودافعي الضرائب من أجل تحصيل فعال للضرائب في الجزائر. وفي حديثه في الملتقى الوطني المنعقد تحت عنوان الضرائب أداة للحكم الراشد ووسيلة للتماسك الاجتماعي والذي نظمه المنتدى الجزائري للمواطنة والعصرنة يوم السبت استعرض السيد لعميري الوضعية العامة للجباية في الجزائر مقدما بعض المقترحات في هذا المجال. ومن بين الاقتراحات التي دعا إليها المتحدث نجد تحسين منظومة الاتصال المتعلقة بالضرائب لاسيما على المستوى المحلي من خلال إصدار مذكرات إرشادية لفائدة دافعي الضرائب من أجل المزيد من الشفافية. كما لفت الخبير إلى النقص الملحوظ بخصوص التمييز في الجباية الوطنية بين مختلف الخاضعين للضريبة مشيرا كمثال على ذلك إلى عدم التفريق بين مؤسسات الإنتاج والمؤسسات المستوردة . فعلى سبيل المثال لا يوجد سوى 7 بالمائة كفرق في النسبة من حيث الضريبة على أرباح الشركات بين المؤسسات التي تنتج وتلك التي تستورد يضيف السيد لعميري. وفي اقتراح آخر شدد الخبير على أهمية تكييف الجباية في القطاع الفلاحي قصد تطويرها من خلال ترقية التعاونيات الفلاحية الخاضعة لمعدل ضرائب مخفض. ودعا في نفس السياق إلى ضرورة إيجاد رؤية واضحة من حيث الجباية لتلعب دورها في الارتقاء بالاقتصاد إلى أعلى باعتبار أن الضرائب تمثل رافعة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لاقتصاد البلاد. من جهته اعتبر رئيس المنتدى الجزائري للمواطنة والعصرنة نور الدين سبيع أن الجباية في بلد ما تشكل عامل استقرار سياسي ومرجعا لأي عصرنة سياسية واقتصادية واجتماعية . فالجباية يضيف السيد سبيع موضوع رئيسي وحاسم من أجل تنمية متجانسة ومتناغمة للجزائر يتطلب تحسين العلاقة بين الإدارة الضريبية والمواطن. وبالنسبة لنفس المتحدث فإن الأمر يتعلق بإشراك النخب على غرار المجتمع المدني لتفادي استمرار الصورة النمطية وسوء الفهم حوال الاقتطاع الضريبي. وصرح قائلا ينظر للاقتطاع الضريبي الإجباري على الدخل في أحسن الأحوال كحتمية وفي أسوأ الأحوال شكل من أشكال اللاعدالة . ولاحتواء هذا اللبس وإزالته دعا المنتدى الجزائري للمواطنة والعصرنة إلى العمل على التعريف بالنظام الضريبي واستخداماته للمواطنين خصوصا من خلال الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن من التحصيل الضريبي (التعليم العلاج الطرق الإنارة العمومية..). وقال المسؤول أن هذا العمل التحسيسي الضروري يهدف إلى إلغاء الصورة السودوية على الضريبة من أجل تعميمها وقبولها من قبل دافعي الضرائب. وبالتالي حسب السيد سبيع فإن التواصل السلس والدائم بين الطرفين المؤسسة المالية ودافعي الضرائب سيحسن مسار اللامركزية الذي شرعت فيه السلطات العليا في البلاد. وخلال تدخلها في هذا الندوة شددت نائب رئيس منتدى رؤساء المؤسسات نصيرة حداد على أهمية استغلال الفرص الاقتصادية والإمكانيات البشرية المتاحة من أجل التنمية الاقتصادية المحلية التي تتيح موارد ضريبية للبلديات والولايات. ووفقا للسيدة حداد لا يمكن للسياسة الضريبية الجيدة أن تحل محل الديناميكية الاقتصادية المحلية ما يدعو إلى تكثيف نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ولايات البلد من أجل زيادة الإيرادات الضريبية. ولتوضيح وجهة نظرها قالت إن الجزائر لديها متوسط 22 مؤسسة صغيرة ومتوسطة لكل 1.000 نسمة في حين أن البلدان المجاورة لديها ما بين 50 و60 مؤسسة صغيرة ومتوسطة لكل 1.000 نسمة مضيفة أنه لا يمكننا أن نحمل السياسة الضريبية مسؤولية عدم القيام بدورها في ظل غياب ديناميكية اقتصادية حقيقية منتجة للثروة .