قال الثوار الليبيون إنّهم يُحاصرون قوات معمر القذافي في مطار مدينة مصراتة الساحلية بعد أن تَمَكّنوا من دحرها على مشارف هذه المدينة الإستراتيجية التي تحاصرها قوات العقيد الليبي منذ قرابة الثمانية أسابيع. وأكّد الثوار أنّهم بصدد تحقيق مكاسب في مصراتة إلا أنّ نقطة ضعفهم تتمثل في عدم قدرتهم على التشبُّث بالمناطق التي يسيطرون عليها. كما أوضح المعارضون المسلحون أيضًا أنّهم استولوا على بلدة الزريق على بُعْد حوالي 25 كيلومترًا من مصراتة لكنهم ما زالوا يحاولون إخماد حرائق في خزانات للوقود ناتجة عن هجوم شنّته القوات الحكومية الأسبوع الماضي. ومصراتة التي تحاصرها قوات القذافي منذ ثمانية أسابيع لها أهمية إستراتيجية لآمال المعارضة في الإطاحة بالزعيم الليبي؛ لأنها المدينة الوحيدة التي يسيطرون عليها في غرب ليبيا. وقال شهود إنّ حلف شمال الأطلسي نفذ ضربات صاروخية الثلاثاء في منطقة طرابلس ضد أهداف بدَا أن من بينها مجمع القذافي. وقال الحلف في وقت لاحق إنه وجه ضربة ضد موقع حكومي للقيادة والسيطرة في العاصمة الليبية. ولم يظهر القذافي علنًا منذ 30 أفريل حين قصفت طائرات حلف شمال الأطلسي منزلاً في العاصمة الليبية في غارة قتل خلالها أصغر أبنائه وثلاثة من أحفاده. وبعد شهرين من انتفاضة استلهمت انتفاضات في دول عربية أخرى هذا العام، يسيطر المعارضون على بنغازي وبلدات أخرى في الشرق في حين تسيطر الحكومة على العاصمة وكل غرب ليبيا تقريبًا. وقُتِل آلاف الأشخاص في القتال في البلد المترامي الأطراف الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من ستة ملايين نسمة. وتزعم الحكومة إنّ معظم الليبيين يُؤيّدون القذافي وتصف المعارضين بأنّهم "مجرمون مسلحون" أو "أعضاء في تنظيم القاعدة" كما تصف تدخل حلف الأطلسي بأنه "عدوان استعماري صليبي" من قوى غربية تسعى لنهب ثروة البلاد النفطية.