للاحتفال بالمولد النبوي الشريف التبوشير .. عادة تتوارثها العائلات بمستغانم لا تزال العائلات المستغانمية تحافظ على عاداتها وتقاليدها الأصيلة للاحتفال بالمناسبات الدينية والاجتماعية على غرار التبوشير خلال الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف كما يحافظ سكان مستغانم خلال هذه المناسبة الدينية على لمة العائلة حول أطباق خاصة واجتماع الطلبة حول التلاوة الجماعية للقرآن الكريم والتفاف مريدي الزوايا الصوفية حول الذكر والسماع الصوفي كما يحافظ أهل تيجديت وبوقيرات على عادة التبوشير . ت. يوسف تبدأ احتفالات المولد النبوي الشريف بمستغانم مع غرة شهر ربيع الأول وتستمر أسبوعا بعد يوم المولد النبوي الشريف وتقام بالمنازل والمساجد والزوايا وحتى الطرقات التي تشهد ولعدة أيام مواكب التبوشير أو البشرى يقول مقدم الزاوية العلاوية بتيجديت الشيخ مولاي بن تونس الذي أوضح أن عادة التبوشير هي عادة مستغانمية قديمة توارثها أعيان مستغانم أبا عن جد حيث كانوا يجتمعون بالمسجد العتيق سيدي محمد علال ثم ينطلقون في موكب واحد ليجوبوا شوارع المدينة القديمة تيجديت وهم يبشرون بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم فتلقاهم النساء من الشرفات والنوافذ بالزغاريد وماء الزهر والعطور . وأبرز أن هناك رمزية للكلمات والمدائح والسماع الصوفي الذي يستعمل خلال التبوشير والذي يهدف إلى غرس هذه المعاني الجميلة والخصال الحميدة للنبي في قلوب وأذهان الأطفال الذين يرافقون هذا الموكب وهم يلبسون الزي التقليدي المستغانمي . ولهذه المناسبة لدى العائلات المستغانمية عادات خاصة تتجاوز اللباس إلى الطبخ من خلال تحضير أطباق الطعام بالجاج (الكسكس بالدجاج) والتريد والرفيس التي تجتمع حولها العائلة ليلة المولد النبوي الشريف قبل وضع الجدات للحناء في أيدي الأطفال -يضيف- بن تونس الذي قال أن ل الصلاة على النبي خلال موكب التبوشير دلالة خاصة ترمز إلى تجديد العهد والبيعة مع النبي صلى الله عليه وسلم (بيعة الرضوان) وربط النفس مع هذه الروح المحمدية الطاهرة وتذكير الناس بعظمته وليبقى حيا في قلوب وعقول المؤمنين . بوقيرات.. بعد صلاة العشاء تبدأ مواكب البوشارة وتتميز الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في منطقة بوقيرات الواقعة جنوب عاصمة ولاية مستغانم بمظاهر خاصة تبدأ بشكل عفوي خلال شهر ربيع الأول وتعبر كل ليلة بعد صلاة العشاء عن الفرح بمولد المصطفى عليه الصلاة والسلام كما يشجع هذه العادات والتقاليد على الاستمرار حسب السيد تكوكي اندماج سكان هذه المنطقة والتفافهم حول عادة البوشارة في صورة معبرة يشارك في رسمها عشرات الشباب الذين يسيرون في شوارع المدينة كل ليلة بعد صلاة العشاء يمدحون الرسول عليه الصلاة والسلام ومتابعة العائلات المجاهرية وأعيان بوقيرات لهذا الاحتفال الذي يختتم بتناول الطعام. وتتم عادة البوشارة ببوقيرات كل ليلة ولعدة أيام إلى غاية يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ثم يتوجه المحتفلون إلى ضريح سيدي الشارف الذي يقع على بعد كيلومترات لإحياء هذه المناسبة الدينية كما تنظم زاوية الشيخ بن تكوك (الزاوية السنوسية) بمنطقة العرعار حفلا دينيا يقوم خلاله طلبة القرآن الكريم بالتلاوة على الطريقة التقليدية المحلية وينشد المريدون البردة بشكل جماعي مع التاكيد أن الاحتفال الجماعي والالتفاف حول الطعام يقوي التلاحم والإخاء بين المريدين الذين يستحضرون في هذا المشهد سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام كما يؤكد دور الزاوية السنوسية الدعوي الذي يهدف إلى إحياء السنة النبوية وإعلاء قيم الإسلام وأهمها التراحم والتسامح .
المولود والسبوع.. عادات تحاكي الاحتفال باستقبال العائلة للمولود الجديد تحاكي الاحتفالات التي تقام بولاية مستغانم بمناسبة المولد النبوي الشريف الاحتفالات التي تستقبل بها العائلات بالمنطقة المولود الجديد ولا سيما ما تعلق بالمولود (يوم الميلاد) أوالسبوع (اليوم السابع بعد الميلاد) تقول المكلفة بالتراث غير المادي بالمديرية الولائية للثقافة خيرة بلحسين كما تقوم العائلات المستغانمية -تضيف السيدة بلحسين- بتنظيف البيوت واقتناء أغراض منزلية جديدة ويجتمعون حول حلويات وأطباق تقليدية تحضر عادة عند ازدياد مولود جديد للعائلة ك البركوكس بالجاج (الدجاج) و الثريد أو الرقاق و الرفيس و المقنتة . وتجتمع العائلة المستغانمية ليلة المولد النبوي حول الأطباق التقليدية ويتم وضع الحناء للأطفال الذين يحتفلون بهذه المناسبة بإشعال الشموع وارتداء الزي التقليدي كما تغتنم العائلات هذه الفرصة من أجل التبرك وختان الأبناء وبالتوازي مع هذه العادات والتقاليد تضيف السيدة بلحسيني تبدأ المساجد والزوايا مع مطلع شهر ربيع الأول بقراءة الهمزية للشيخ النبهاني وهي قصيدة تضم ألف بيت شعري حول السيرة النبوية كما يتم ترديد قصيدة البردة للبصيري وقصائد سيدي بومدين شعيب والشيخ العلاوي وقراءة الأحاديث النبوية الشريفة للشيخ عبد الجليل القيرواني.