المغتربون الرابح الأكبر.. الريفيون يُلهب أسعار الدوفيز ب. لمجد عاد تجار العملات في السوق السوداء ليفرضوا منطقهم بقوة حيث سجلت أسعار الدوفيز أرقاما قياسية إذ تجاوز صرف العملة الأوروبية الموحدة الأورو 210 دينار مستغلا الإقبال الكبير للزبائن على السوق الموازية وارتفاع الطلب على العملة الصعبة في الفترة من السنة بالتزامن مع استعداد بعض المواطنين للاحتفال بعطلة رأس السنة الريفيون في الخارج. وحسب ما أورده تقرير مفصل نشره موقع سبق برس تشهد أسعار العملة الصعبة لاسيما الأورو ارتفاعا منذ بداية السنة الجارية شجعتها العديد من العوامل أبرزها ارتفاع الطلب خلال هذه الفترة من السنة بينما تجد سوق السكوار وتجارة العملة الصعبة في السوق الموازية عموما موطئ قدم لها من جراء استمرار الحكومة والجهات الوصية في تجسيد سياسة غض الطرف عن هذا النوع من الممارسات على الرغم من اعتباره من منظور القانون جريمة مالية تماطلها بالمقابل في ترسيم معاملات الصرف وإنشاء المكاتب التي تقوم بهذا الدور بشكل قانوني كما هو معمول به في جميع أحاء العالم الأمر الذي يدفع المواطنين دفعا نحو السوق السوداء سواء كان السفر للسياحة والترفيه وحتى للعلاج أو التعليم أو أداء مناسك الركن الخامس من الإسلام. جولة على مستوى ساحة بور سعيد بالعاصمة أو ما يعرف بالسكوار كشفت أنّ الظروف الحالية تجعل من السوق السوداء للعملة تنتعش بينما يفرض التجار أسعار بورصتهم الخاصة التي تختلف جملة وتفصيلا عن منطق سعر الصرف الرسمي حيث يخضع سعر الدوفيز لدى هؤلاء التجار لمبدأ العرض والطلب بالإضافة إلى عوامل الإقبال عليه في فترات ومناسبات معينة في السنة ولاحظت سبق برس بأنّ جميع الشباب الذين يمارسون هذه المهنة يحتكمون لأسعار الواحدة وكأنهم متفقون أو يعملون لصالح جهة واحدة فيما لا يمكن المساومة للاستفادة من تخفيضات في الأسعار إلا في حدود ضيقة في حالة شراء مبالغ كبيرة من العملة الصعبة. وفي هذا الشأن قال جمال وهو أحد الزبائن التقليديين من السوق الموازية لطبيعة عملة كتاجر كثير السفر إلى تركيا وإسبانيا لاقتناء الملابس إنّ سوق السكوار هو المنفذ الوحيد للحصول على الدوفيز وانتقد السلطات العمومية التي اعتبر أنّ من واجبها فرض القانون والتعامل ككل البلدان المتحضرة بمكاتب وأكشاك تحويل العملة وفقا لهامش ربح معين ومتوازن بالنسبة للبائع والمشتري على السواء وذكر أنه عادة ما يرتقب فترات تراجع أسعار العملة عند انخفاض الطلب عليها لاقتناء مبالغ كبيرة وتفادي تكبد خسائر وأوضح آخر أنه لجأ مضطرا إلى السوق السوداء بعد يأسه من الحصول على المنحة السياحية وتنقله على مستوى العديد من البنوك كان الجواب واحدا إرجع مرة أخرى العملة غير متوفرة حاليا وقال إنّ المنحة التي لا تتجاوز 115 أورو والتي تعد الأضعف في الدول المغاربية ناهيك عن غيرها وإن وجدت لا تكفي حتى لمجرد قضاء ليلة واحدة في فندق محترم فضلا عن المصاريف الأخرى كالنقل والطعام وغيرها. ورفض بعض تجار العملة تبرير ارتفاع سعر الدوفيز إلى هذا الحد واكتف معظمهم بالقول بأن العملة قليلة والحصول عليها أصبح صعبا وأنّ هامش الربح ضئيل من دون الخوض في تفاصيل أكثر على أنهم قالوا بأنّ المغتربين من أفراد الجالية الجزائرية الذين يفضلون إمضاء العطلة بأرض الوطن يستفيدون من هذا الوضع ويحققون أرباح خيالية عن طريق تغير وبيع العملة لاسيما الأورو في السوق غير الرسمية وكشفوا بأنهم تحولوا إلى تجار عملة من نوع جديد على اعتبار أنهم لا يكتفون بتغيير العملة التي نقلونها معهم من جميع أنحاء أوربا خاصة فرنسا في فترة الصيف فقط وإنما مرتان إلى ثلاث مرات في السنة.