تُعد بلدية عين افقه، الواقعة على بعد حوالي 126 كلم شمال شرق عاصمة الولاية الجلفة، من بين البلديات النائية التي يعاني سكانها نقائص عديدة وكبيرة في المنشآت والهياكل، التي من شأنها إخراج هذه المنطقة من عزلتها، حيث تعاني الأحياء الكثير من النقائص أمام غياب تكفل حقيقي يتعلق بتحسين مستوى الخدمات العمومية من قبل السلطات المحلية فانتشار القمامات صار السمة المميزة لهذه الأحياء، والتي حولتها إلى ديكور متجدد تحولت معه المدينة إلى أشبه بمزبلة لتراكم الأوساخ، كل ذلك أمام غياب دور المصالح المعنية المكلفة بالنظافة، وهو الوضع الذي امتد إلى مختلف الساحات التجارية؛ حيث تتراكم بقايا ومخلفات مختلف المواد التي تتعرض للتلف لا سيما في أيام الحر. مشكلة فضاءات تسودها الفضلات والروائح الكريهة التي تشمئز منها النفوس بالرغم من المخاطر الصحية التي قد تنعكس على صحة المواطنين لما لها من تأثير سلبي على الوضع الصحي لهؤلاء السكان. ومن بين المشاكل المطروحة، وحسب السكان، مشكلة النفايات وانتشار القاذورات، والتي باتت ممزوجة بيوميات هؤلاء السكان أمام مرأى السلطات، هذا ناهيك عن توسط واد للمدينة والذي بات مرتعا لشتى أنواع الأوساخ دون تسييجه والاعتناء به وحمايته من التدهور البيئي، بالإضافة إلى مشكلة اهتراء الطرقات خاصة الطريق الرئيس، والذي يعرف حالة متدهورة جراء الحفر والمطبات والتي أصبحت تؤرق مستعمليه خاصة خلال فصل الشتاء، حيث يصبح الحي عبارة عن مستنقعات وأوحال؛ مما يجعل حركة السير تثير حالة من الفوضى العارمة. وطالب السكان في العديد من المناسبات بضرورة تنظيف الأماكن التي باتت مرتعا للعقارب والحشرات وتعبيد الطرق، كما طالبوا بتخليصهم من النفايات، والتي باتت تشوه المحيط البيئي بالمدينة من خلال توفير الحاويات الكفيلة باستيعاب الكميات المعتبرة للنفايات المنزلية وإعادة مراعاة وضعية المصب أو الوادي الموجود بوسط الحي، الأمر الذي بإمكانه أن يؤدي إلى كارثة إيكولوجية وصحية، في حين ندد هؤلاء السكان بالتماطل الذي تبديه السلطات من الوضع والذي عكر صفو حياة السكان دون مراعاة لحياتهم وحياة أبنائهم، والذين يتنفسون هواء ملوثا ويعايشون أوضاعا مزرية وجب تفاديها خاصة في ظل انعدام المساحات الخضراء والتي تُعتبر متنفسا للعديد من الأسر ببعض الأحياء الأخرى، على حد قول العديد من سكان بلدية عين افقه. كما يعاني سكان بلدية عين افقه التابعة إداريا إلى دائرة حد الصحاري ولاية الجلفة، من قطع مسافات طويلة والتنقل إلى البلديات المجاورة لتلقي العلاج اللازم، في ظل انعدام الهياكل الاستشفائية بالبلدية التي تتوفر على قاعة واحدة، والتي باتت غير كافية لضمان تغطية احتياجات سكان البلدية البالغ عددهم أزيد من 18 ألف نسمة. زائر هذه البلدية بأحيائها المترامية بين سفوح الجبال يتهيأ له أنه بمنطقة نائية فرضت عليها تضاريسها الوعرة عزلة تامة، لا سيما في مجال الصحة. ومما يزيد معاناة المواطنين افتقار القاعة إلى الأدوية وأبسط وسائل العلاج، مع انعدام الأطباء الخواص بالمنطقة، مما يجبر أغلبية السكان على قطع أزيد من 25 كيلومترا للوصول إلى أقرب مركز صحي والمتواجد بحد الصحاري مقر الدائرة، والذي لا يختلف عن سابقه من حيث النقائص إلا بإعادة تسميته من مركز صحي إلى عيادة متعددة الخدمات. ولا تتوفر حاليا قاعة العلاج بعين فقه إلا على قابلة واحدة للتوليد. وحسب تصريحات بعض السكان الذين التقتهم »أخبار اليوم« فإن المرضى يشتكون من غياب الأجهزة الضرورية، خاصة في تخصص جراحة الأسنان. كما تفتقر القاعة للتخصصات المختلفة كطب الأطفال والنساء، حيث يقتصر عمل المستخدمين فيها على الفحوصات الأولية. وأمام هذا الوضع المتردي الذي يزداد حدة من سنة لأخرى يطالب سكان بلدية عين افقه بضرورة تدخل الجهات المسؤولة على الصحة الجوارية، التي تعرف تدهورا كبيرا في الآونة الأخيرة، وبرمجة عيادة متعددة الخدمات لتحسين الخدمات الصحية بالمنطقة.