تعد بلدية بوسلام الواقعة على بعد حوالي 80 كلم شمال غرب عاصمة الولاية سطيف، من بين البلديات النائية التي يعاني سكانها نقائص عديدة وكبيرة في المنشآت، التي من شأنها إخراج هذه المنطقة من عزلتها، لاسيما تلك المتعلقة بالخدمات الصحية، حيث تعاني من عجز كبير في التغطية الصحية بسبب انعدام الهياكل الاستشفائية والأطباء، بالإضافة الى الوسائل الضرورية للعلاج· يعاني سكان بلدية بوسلام التابعة إداريا الى دائرة بوعنداس، من نقص فادح في مجال الصحة، مما يجبرهم على قطع مسافات طويلة والتنقل الى البلديات المجاورة لتلقي العلاج، في ظل انعدام الهياكل الاستشفائية بالبلدية التي تتوفر على قاعة واحدة بقرية عين دكار، التي باتت غير كافية لضمان تغطية احتياجات سكان البلدية البالغ عددهم أزيد من 18 ألف نسمة· زائر هذه البلدية بقراها المترامية بين سفوح الجبال والغابات، يتهيأ له أنه بمنطقة نائية فرضت عليها تضاريسها الوعرة عزلة تامة، لاسميا في مجال الصحة، فبالرغم من عملية التوسيع التي مست القاعة الوحيدة للعلاج، إلا أن ذلك يبقى غير كاف، خصوصا إذا علمنا أن القاعة تتوفر على ممرض واحد يسهر على تقديم الحقن، بالإضافة الى بعض الامور العلاجية البسيطة··· يحدث كل هذا في غياب مداومة طبية بعد ساعات العمل طيلة أيام الاسبوع، ومما يزيد معاناة المواطنين، افتقار القاعة إلى الأدوية وأبسط وسائل العلاج، ومع انعدام الأطباء الخواص بالمنطقة، يضطر اغلبية السكان لقطع أزيد من 15 كيلومترا للوصول الى أقرب مركز صحي والمتواجد ببوعنداس مركز مقر الدائرة، وذلك ليس سهلا في ظل انعدام وسائل النقل بسبب وضعية الطرقات المتهرئة وصعوبة التضاريس، بحيث لا تتوفر البلدية ولا حتى على سيارة اسعاف واحدة لنقل المرضى وخاصة النساء الحوامل، اللواتي في بعض الاحيان يجبرن على الولادة في البيوت بالطريقة التقليدية، حسب ما أكده لنا بعض السكان··· وأمام هذا الوضع المتردي الذي يزادد حدة من سنة لأخرى، يطالب سكان بلدية بوسلام بقاعات أخرى للعلاج وقاعة للولادة، بالإضافة الى سيارة إسعاف وأطباء بغرض التكفل بانشغالاتهم، خصوصا في ظل الصعوبات التي تواجههم في التنقل الى البلديات المجاورة، بسبب انعدام وسائل النقل لتدهور وضعية الطرقات، التي هي عبارة عن مسالك ترابية، يصعب سلكها، خصوصا في فصل الشتاء وأثناء تساقط الامطار والثلوج··· انشغالات ومطالب المواطنين يراها رئيس البلدية شرعية، موضحا أن المجلس الشعبي البلدي منذ تنصيبه وضع قطاع الصحة من بين أولويات برامجه، حيث تم تسجيل مشروع قاعة للعلاج بقرية سوق الحد في إطار برنامج المخطط البلدي للتنمية، وهو المشروع الذي من شأنه التخفيف ولو جزئيا من معاناة سكان القرى والمداشر الواقعة بالجهة الغربية للبلدية، كما طلب من مسؤولي القطاع الصحي ببوقاعة، فتح قاعتين للعلاج أغلقتا منذ سنوات بسبب تصدعهما وتدهور وضعيتهما، وفتح قاعة للولادة ببوسلام مركز، وذلك بإعادة تهيئة المركز الصحي القديم·