بلدية سيدي بايزيد الواقعة على بعد حوالي 70 كلم شرق عاصمة الولاية الجلفة من جملة من المشاكل، حيث يعانون حرمانا حقيقيا من فرص التنمية، سيما بعد أن وجدوا أنفسهم في عزلة وتهميش مستمرين أفقدتهم الثقة نهائيا في مسؤولي بلديتهم الذين اكتفوا حسبهم بمجرد المعاينة والتفرج على الأوضاع المزرية للسكان، كما أبدى سكان البلدية تذمرهم الشديد إزاء الأوضاع الإجتماعية المتدهورة، وأعربوا عن سخطهم من الواقع المزري الذي يعيشونه والذي أثر سلبا على مستقبل الكثير من شباب المنطقة بسبب انعدام أو غياب فرص ومناصب العمل وتزايد نسبة البطالة، حيث عبّروا عن صعوبة الحياة ومرارتها في ظل استمرار المسؤولين في تطبيق سياسة التهميش، وعدم التكفل بانشغالاتهم التي هي كثيرة والتي سببها انعدام بعض المرافق الهامة، وعدم برمجة مشاريع تنموية من شأنها دفع عجلة التنمية بهذه البلدية التي يؤكد سكانها أنها لا تختلف عن القرية إلا في وجود مقر للبلدية يستخرجون منه وثائقهم الإدارية، كما أن بعدها عن الطريق الوطني رقم واحد أبعدها نوعا ما عن النسيان ولم يسمح للسكان بالاحتكاك بالعالم الخارجي، لكن ذلك لم يشفع لها بتجاوز الركود الكلي الذي طبعها منذ سنوات وجعل السكان يلجؤون في قضاء حاجياتهم إلى بلدية دار الشيوخ الحدودية معهم، أو دائرة حاسي بحبح بعد أن أصرّ مسؤولوها على عدم تكليف أنفسهم عناء البحث عن سبل تفك عنهم عزلتهم التي جعلتهم يعيشون حياة أقرب إلى البدائية منها إلى حياة التحضر، وتزداد معاناتهم مع نقص وسائل النقل والذي ضاعف من معاناتهم وساهم في تدهور معيشتهم، وأكثر ما حز في نفوسهم هو صمت السلطات المحلية عن نقل انشغالاتهم المتعلقة أساسا بتنمية بلديتهم وتخليصها من عزلتها التي جعلت الشوارع تكتظ بالشباب البطال الذي نال نصيبا كبيرا من التهميش، إذ لم يستفد من أيّ مشروع قد يفتح له أبواب المستقبل، ويسترزق أكثر سكان البلدية من عملهم في القطاع الخاص والأعمال الحرة وهي الأعمال التي لم تفي بتوفير حياة كريمة لهم. ضف إلى ذلك أن السكان يعانون نقصا فادحًا في بعض المرافق العامة, كما تعاني بعض أحياء مدنية سيدي بايزيد من جملة من النقائص، تتمثل في عدم تعبيد الطرقات في جل الأحياء حيث تزداد معاناة السكان القاطنين بها مع أوّل قطرة غيث وتتحول هذه المسالك إلى أوحال يصعب السير فيها، كما تشتكي هذه الأحياء من انعدام الأرصفة ومساحات لعب الأطفال ومن جهة أخرى، أعرب لنا عدد من المواطنين القاطنين بهذه المنطقة أنهم يطالبون وبإلحاح المصالح المعنية بالتدخل العاجل لتوفير الحد الأدنى من ضروريات العيش الكريم