قال السيوطي : (أفصحُ الخَلْق على الإطلاق سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حبيب ربِّ العالمين جلَّ وعلا) . و(قال الخطابي : ... ومن فَصَاحَته أنَّه تكلَّم بألفاظ اقتضبها لم تُسْمع من العرب قبله ولم توجد في متقَدِّمِ كلامها كقوله : مات حَتْفَ أنفه وحَمِي الوَطِيس ولا يُلدغ المؤمن من جُحر مرتين) [المزهر فى علوم اللغة وأنواعها للسيوطى] . نماذج من فصاحة الصَّحابة رضي الله عنهم : فَصَاحة أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه : عن هشام بن عروة قال عبيد الله أظنُّه عن أبيه قال : (لما وَلِيَ أبو بكر خطب النَّاس فحمد الله وأثنى عليه ثمَّ قال : أمَّا بعد أيُّها النَّاس قد وُلِّيت أمركم ولست بخيركم ولكن نزل القرآن وسنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم السُّنن فعَلَّمنا فعَلِمنا اعلموا أنَّ أَكْيَس الكَيْس: التَّقوى وأنَّ أَحْمَق الحُمْق : الفجور وأنَّ أقواكم عندي الضَّعيف حتى آخذ له بحقِّه وأنَّ أضعفكم عندي القويُّ حتى آخذ منه الحقَّ. أيُّها النَّاس إنَّما أنا متَّبع ولست بمبتدع فإنْ أحسنت فأعينوني وإنْ زِغْتُ فقوِّموني) [رواه ابن سعد فى الطبقات الكبرى] . فَصَاحة عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه : خطب عمر رضي الله عنه فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه وصلَّى على النَّبي صلى الله عليه وسلم : (أيها النَّاس إنَّ بعض الطَّمع فَقْر وإنَّ بعض اليأس غِنى وإنَّكم تجمعون ما لا تأكلون وتأملون ما لا تدركون وأنتم مؤجَّلون في دار غرور كنتم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تُؤْخَذون بالوحي فمن أَسَرَّ شيئًا أُخِذ بسريرته ومن أعلن شيئًا أُخِذ بعلانيته فأَظْهِروا لنا أَحْسَن أخلاقكم والله أعلم بالسَّرائر فإنَّه مَنْ أَظْهَر شيئًا وزعم أنَّ سريرته حسنة لم نصدِّقه ومن أَظْهَر لنا علانية حسنة ظننَّا به حسنًا واعلموا أنَّ بعض الشُّح شُعبة من النِّفاق فأنفقوا خيرًا لأنفسكم ومن يُوق شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون. أيُّها النَّاس أطيبوا مثواكم وأصلحوا أموركم واتَّقوا الله ربَّكم ولا تلبسوا نساءكم القَبَاطي فإنَّه إن لم يَشِفَّ فإنَّه يَصِف. أيُّها النَّاس إنِّي لوددت أن أنجو كفافًا لا لي ولا عليَّ وإنِّي لأرجو إنْ عُمِّرت فيكم يسيرًا أو كثيرًا أنْ أعمل بالحقِّ فيكم -إن شاء الله- وألَّا يبقى أحد من المسلمين - وإن كان في بيته - إلَّا أتاه حقُّه ونصيبه من مال الله ولا يعمل إليه نفسه ولم ينصب إليه يومًا وأصلحوا أموالكم التي رزقكم الله ولَقَليل في رِفْق خيرٌ من كثير في عُنْف والقتل حَتْف من الحُتُوف يصيب البرَّ والفاجر والشَّهيد من احتسب نفسه وإذا أراد أحدكم بعيرًا فليعمد إلى الطَّويل العظيم فليضربه بعصاه فإنْ وجده حديد الفؤاد فليشتره) [ذكر بعضه الوراق فى أنساب الأشراف] .