قدّم الكاتب والمؤلّف الجزائري حومد عبد العزيز، صبيحة أمس بمنتدى المجاهد كتابه الثاني حول رئيس الجمهورية تحت عنوان "بوتفليقة··· مفخرة جزائرية" باللّغة الفرنسية بعد كتابه الأوّل "بوتفليقة رجل السِّلم والكرامة، ابن الجزائر·· الجزائر دائما في القلب"· هذا الأخير الذي تناول فيه جوانب مختلفة من كفاح رئيس الجمهورية، خاصّة ما تعلّق بمجهوداته الجبّارة في مجال إعادة السِّلم والاستقرار إلى الوطن بعد الأحداث الدامية التي عاشتها الجزائر على مدار عشرية من الزّمن· يأتي هذا الكتاب الثاني الصادر في فرنسا، والذي من المنتظر أن يتمّ طرحه في الجزائر خلال الأسابيع القليلة القادمة، ليتوّج سلسلة من الأبحاث والمقابلات والمقالات التي جمعها الكاتب وعمل عليها فترة طويلة رغبة منه في تقديم ولو لمحة بسيطة عن رئيس الجمهورية في محاولة لتقريبه إلى الرّأي العام والمواطنين عامّة· وحسب الكاتب دائما، فإن هذا الكتاب يأتي كذلك ردّا على كلّ من حاول ويحاول تشويه صورة رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة أو الانتقاص من قيمة ما قدّمه للبلاد على مدى سنوات كثيرة من عمره، كمجاهد وكرئيس للدولة من خلال بعض الكتابات والمؤلّفات وصور الكاريكاتور التي تسعى دائما إلى تخريب صورة الرئيس والإساءة إليه على كافّة الأصعدة· وتناول المؤلّف في كتابه "بوتفليقة·· مفخرة الجزائريين" أربعة محاور هامّة، تتحدّث في مجملها عن حياة رئيس الجمهورية ومراحل كفاحه المختلفة ونضاله الطويل خدمة للجزائر وأبنائها، بدءا من الثورة التحريرية ثمّ بداية حكمه للجزائر، مع ما تلاها من تطوّرات وتغييرات كثيرة، مرورا بأعظم وأكبر إنجازاته وهو المصالحة الوطنية التي أنقذ من خلاله الجزائريين من شلاّلات الدم والنّار، ثمّ أخيرا مساعيه ومجهوداته الجبّارة في سبيل إعادة بناء الجزائر وتنميتها وتعميرها، وهو ما تشهد له به الإنجازات الكبيرة والمشاريع العظيمة في مختلف المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها· ** "عبد القادر المالي" كرّس حياته للجزائر وأضاف الكاتب خلال تقديمه لإصداره الجديد أنه لم يلتق الرئيس خلال فترة إنجازه للكتاب ولم يهتمّ ببعض التفاصيل المتعلّقة بحياته الشخصية بقدر اهتمامه بجمع كلّ ما أمكن من معلومات حول تاريخه النضالي وكفاحه الطويل، معتمدا في ذلك على ما كتب سابقا من مقالات ومؤلّفات باعتباره صحفيا سابقا أيضا، إضافة إلى مقابلاته مع عدد كبير من الشخصيات الجزائرية، العربية والأجنبية التي اِلتقت رئيس الجمهورية وتعاملت معه وتقرّبت منه، ومن خلال هذه الشهادات وغيرها من المعلومات الكثيرة الأخرى قام بتأليف هذا الكتاب الذي يعتبره مساهمة في كتابة التاريخ وحفظه للأجيال القادمة· ودافع الكاتب خلال النّدوة التي قدّم فيها كتابه عن إنجازات رئيس الجمهورية وتاريخه النّضالي الطويل متحدّيا بذلك كلّ من يحاولون ويسعون إلى تحطيم وتشويه الرجل الذي كرّس حياته كلّها منذ سنوات شبابه الأولى للجزائر فقط دون غيرها، مشيرا في هذا الإطار إلى أن رئيس الجمهورية ولمن قد لا يدرك ذلك، كان قد رفض طيلة سنوات عديدة شغل مناصب هامّة وحيوية وطنيا ودوليا، من بينها مناصب جدّ مهمّة في هيئة الأمم المتّحدة، وأن المجاهد "عبد القادر المالي" كان حاضرا ومستعدّا دائما لخدمة وطنه وتلبية ندائه إنما وفق مبادئه التي ظلّ وفيا دائما لها، لذلك انتظر إلى غاية سنة 1999 ليترشّح لمنصب رئيس الجمهورية، مؤكّدا أن الرجل عندما أراد خدمة وطنه أراد ذلك وفق ما يراه مناسبا لعظمة الشعب الجزائري، وهو ما جعله يرفض كلّ المقترحات التي قدّمت له من قبل وينتظر اللّحظة المناسبة لذلك، مشيرا في حديثه إلى أن بوتفليقة كان يريد "أن يحكم كرئيس أو لا يحكم أبدا"· ** بوتفليقة يستحقّ "نوبل للسّلام" وانتصر المؤلّف حومد عبد العزيز للرئيس بوتفليقة ضد من وقفوا ولازالوا يحاولون بكلّ ما استطاعوا الوقوف دون حصول رئيس الجمهورية على جائزة "نوبل للسّلام" رغم أنه رجل سلم وسلام بدليل ما أنجزه في الجزائر وما حقّقه فيها من أمن واستقرار بعد عشرية دموية، إضافة إلى مساعيه الكثيرة خدمة للسّلام في باقي الدول، وهو ما يشهد له به الأعداء قبل الأصدقاء والبعيدون قبل المقرّبين، هذا بالرغم من أنه قد تمّ ترشيحه لنيلها مرّات كثيرة كسنة 1974 وسنة 1988، وكذا سنة 2008· وأشار الكاتب إلى أن بوتفليقة كان أوّل من صعد بالرئيس الفلسطيني الرّاحل ياسر عرفات إلى منصّة هيئة الأمم المتّحدة لإلقاء خطابه هناك، دون نسيان مساندته للزّعيم الإفريقي نيلسون مانديلا، ومع كلّ ذلك فقد وقفت بعض الأطراف بكلّ إصرار ضد حصول رئيس الجمهورية على جائزة "نوبل للسّلام"، مع كلّ ما قدّمه ولم تنطق بكلمة واحدة ضد حصول رئيس الوزراء الصهيوني شمعون بيريز عليها، في وقت كان فيه الشعب الفلسطيني يذبح ويقتل في مجازر وحشية· وأكّد الكاتب أن "ابتسامة الجزائريين أغلى من كلّ جوائز نوبل" ويكفي رئيس الجمهورية فخرا أنه رجل السِّلم والمصالحة والأمن والاستقرار بشهادة أكثر من 30 مليون جزائري، وهي بالنّسبة للكاتب أغلى وأهمّ من جوائز "نوبل للسّلام" التي معروف لدى الكثيرين من يقف وراءها· واستغرب الكاتب لبعض الذين يحاولون بشتى الطرق ويسعون إلى تشويه صورة رئيس الجمهورية والنّيل منه، مؤكّدا أن الاختلاف في الرّأي لا يعني التهجّم على الآخر، وأنه من الأسس الرئيسية للحوار والنّقاش أن يبدي كلّ رأيه وفق الأساليب الحضارية بعيدا عن الاتّهامات الباطلة والتجريحات والنّيل والمساس بالآخرين·