18 ديسمبر.. اليوم العالمي للغة الضاد الجيل الجديد والحرف العربي في الجزائر.. إلى أين؟ يصادف يوم الثامن عشر ديسمبر من كل سنة اليوم العالمي للغة العربية حيث تقرر الاحتفاء باللغة العربية في هذا التاريخ لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في ديسمبر عام 1973 والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأممالمتحدة وبعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو. فلاتختار لها مناسبة للكتابة عن اللغة العربية أو عن تاريخ اللغة منذ وجود الإنسانية إلا باختصار فهي لغة القرآن الكريم. الشعوب العربية المسلمة هي لغة الأم عندها وتستخدمها في مختلف المجالات والتعاملات الحكومية والسياسية والاقتصادية وغيرها وبالأخص الجزائر فتاريخها الثوري أخذ جزء كبير في محاربة اللغة العربية لإبقاء اللغة الفرنسية وطمس الهوية الإسلامية الجزائرية عموما. فاللغة العربية في الجزائر ومن المفترض أنها اللغة الرسمية للبلاد حسب ماينص عليه الدستور تعيش واقعا خطيرا في ظل التهميش المستمر والواضح الذي يمارسه عليها صناع القرار في البلاد مقابل هيمنة اللغة الفرنسية اذ يبدو أنها اللغة الأولى وذلك في أبسط التعاملات الإدارية والمؤسسات الوطنية والهيئات الحكومية إلى أعلى هرم في السلطة. فبالرغم من تحرر البلاد جغرافيا إلا أن هويتها المرتكزة على عمود اللغة العربية تسير نحو التهميش وبالمقابل إدخال اللهجة العامية للمؤسسات التربوية كعامل الحفاظ على الهوية الجزائرية بعد ضياع الهوية العربية وتقصير واضح في حق لغة الضاد في سياق مخلفات الإستعمار الفرنسي أم ثقافة جيل فرنكفوني بامتياز يود أن يكون ثقل الميزان فرنسي أكثر من عربي في بلد عربي.. إشكالية اللغة العربية في الجزائر تأخذ سياقات عديدة منذ الإستقلال إلى يومنا ستة وخمسون سنة كفيلة برؤية مشاريع ضخمة في الأدب العربي بالجزائر وهذا لا يجعلنا نجزم أن الهيئات المختصة لا تعطي أهمية كبيرة للغة العربية ومقامها إلا أن خطورة الوضع الحالي يرجح أن جيل الألفية الأخيرة لايولي أهمية للغة العربية. الشوارع والمحلات التجارية بالجزائر لا تخلو من لافتات فرنسية يرحب بها المواطنون ويستهزئون باللغة العربية بصريح عباراتهم الفرنسية تسهل على جلب الزوار أكثر. وتلاحظ في مواقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك تفاعلات الكثير من روادها بالفرنسية المعربة وقلة قليلة منهم يختارون اللغة العربية الفصحى كتابتا وحديثا ناهيك عن اللهجة العامية التي باتت رفيق المثقف والأمي في الجزائر حتى إن تجاوزت عن مواقع التواصل الإجتماعي لا يمكنك أن تتجاهل المؤسسات التربوية فهي حدث ولاحرج فزحف اللهجة العامية إلى المدارس كارثة يبنى عليها أساس تلاميذ الإبتدائية والسؤال الذي يطرح نفسه دائما في إشكالية اللغة العربية هل هي معاناة رواسب فرنسية حطّمت مكانة لغة الضاد أم هي لامبالاة من الجهات المعنية في إبقاء جيل فرنكوفوني ومن جهة أخرى وجود فئة تناضل لاسترجاع مكانة اللغة العربية المستحقة وتجنب الإنسلاخ التام بعد سيطرة اللغة الفرنسية في كل المجالات تقريبا. وهذا ما لا يمكن إخفائه وحتى نكون منصفين أن أغلبية التعاملات والإجراءات الإدارية والمالية مفرنسة إضافة إلى زحف اللهجة العامية إلى المدارس انتقلت للمؤسسات الثقافية والإعلامية وحتى إلى البرلمان وشملت الساسة والسياسيين. فالأساتذة اليوم إن ألقوا المسؤولية على عاتق وزارة التربية الوطنية ومديرياتها التابعة لها فهذا جزء من إجتهادات خاصة يعمل عليها الأستاذ لتمثيل نفسه بالدرجة الأولى وتقديم ثمار ناجحة لأبناء الجزائريين حتى يعول عليهم كإطارت في الغد القريب ومن جهة أخرى إن دلّ الأمر على شيء فهو يدل على قوة الصلة بالموضوع في غرابة تصريحات وزيرة التربية مؤخرا في بعض كلماتها التي لا تستطيع أن تصنفها وتضعها في خانة اللغة العربية. والقائمة طويلة في الخطابات المكتوبة على الورق والجاهزة ولا نجد سلاسة في الإلقاء من قبل المسؤولين فمنهم من يتلعثم في كلمة عشرة مرات وأخيرا ينطقها صحيحة ويجد تجاوب بتصفيقات من الجمهور الحاضر وآخر يكسر معنى الكلمة وإن تسأل أي مسؤول جوابه بسيط نحن جيل الثمانينات مفرنسون والعربية الفصحى لا نجيدها كثيرا. من جيل الثورة إلى جيل الألفية فهل شباب الفايسبوك والتيكتوك على مقدرة إعطاء الأولوية للغة العربية على اللغة الفرنسية أم الاكتفاء بالرد المتفق عليه العربية لا تصلح إلا في المساجد اليوم. صراع ثلاثي اللهجة العامية واللغة الفرنسية وجيل فرنكفوني يترك لغة الضاد في صراع ولايثمرها إلا نجاحات قلة قليلة تترك راية الجزائر واللغة العربية شامخة فالطفل محمد جلود بطل التحدي في مسابقة القراءة العربية بالإمارات هو نقطة ماء من بحر الجزائريين من شباب الذين سيبقون مكانة لغة الضاد رغم كل الصعوبات الموجودة.