الإغاثة تتواصل وتحذير من كارثة كبرى تقترب هذه حصيلة تسونامي إندونيسيا المدمر تتواصل جهود الإغاثة والبحث عن المفقودين جراء أمواج المد الزلزالي العاتية تسونامي التي ضربت أمس الأحد مناطق بين جزيرتي جاوة وسومطرة بإندونيسيا مما خلف دمارا كبيرا ومئات القتلى والجرحى. كما أثارت هذه الكارثة جدلا علميا وإعلاميا بسبب وقوع موجات المد العاتية دون سابق إنذار. وقد وجدت فرق البحث وسيارات الإسعاف مصاعب في الوصول إلى المناطق المتضررة بعدما تسببت سيارات مقلوبة وركام الأبنية المنهارة وجذوع الأشجار في سد الطرق. وقالت وكالة إدارة الكوارث الإندونيسية أمس الاثنين إن الكارثة تسببت بمقتل 281 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين. جدل علمي وقد حدث هذا التسونامي المدمر دون أي زلزال وهو ما أثار جدلا علميا وإعلاميا إذ من المعروف أن أمواج المد العاتية تحدث في أعقاب وقوع زلزال تكون بؤرته في عمق البحر لكن التسونامي الحالي جاء نتيجة فوران بركان أناك كراكاتوا الواقع غرب جاوة وجنوب سومطرة. وذكر ت المصادر أن الفرضية الأولية للعلماء تفيد بأن ثوران البركان أدى إلى انهيارات أرضية وتزامن ذلك مع ظاهرة المد البحري المرتبط بجاذبية القمر والشمس ومع عواصف موسمية وأمطار فارتفعت أمواج البحر بشكل كبير لتضرب سواحل على امتداد عشرات الكيلومترات. ولم تشهد المنطقة المنكوبة أي تسونامي منذ أكثر من 100 عام عندما ثار البركان نفسه. وأضافت المصادر ذاتها أن قرب المنطقة المتضررة من العاصمة سيساعد على سرعة تنفيذ عمليات الإغاثة ومساعدة المنكوبين وأيضا إعادة إعمار ما دمرته الكارثة الطبيعية. أضرار شديدة وقال المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث إن مئات المنازل والمباني تعرضت لأضرار شديدة بسبب أمواج المد العاتية التي وقعت دون سابق إنذار تقريبا في وقت متأخر السبت عند مضيق سوندا. واضطر آلاف السكان إلى الانتقال إلى أراض مرتفعة وقال سكان في مناطق ساحلية لوسائل إعلام إنهم لم يروا أو يشعروا بأي نذر للكارثة كانحسار المياه أو وقوع زلزال قبل أن تجتاح الشاطئ أمواج يتراوح ارتفاعها بين مترين وثلاثة أمتار. وحذرت السلطات الإندونيسية السكان والسياح في المناطق الساحلية حول مضيق سوندا من الاقتراب من الشواطئ وأبقت على التحذير من ارتفاع المد حتى اليوم الثلاثاء. وأعاد وقوع التسونامي قبل عطلة عيد الميلاد إلى الأذهان ذكريات تسونامي المحيط الهندي الذي وقع بسبب زلزال يوم 26 ديسمبر 2004 وأسفر عن مقتل 226 ألف شخص في 14 دولة بينهم ما يربو على 120 ألفا في إندونيسيا فقط. تحذير من كارثة أخرى وبعد الكارثة التي قتلت وأصابت المئات حذر مسؤول إندونيسي من أن بلاده ربما تتعرض لموجة تسونامي جديدة خلال أيام في ضربة جديدة قد يتعرض لها البلد الآسيوي. وفي مؤتمر صحفي بجزيرة جاوا قال المتحدث باسم وكالة إدارة الكوارث الوطنية إن خطر تعرض البلاد لأمواج تسونامي جديدة غير مستبعد . وقال المتحدث: احتمالية حصول ضربة تسونامي جديدة لا يزال واردا لأن بركان أناك كراكاتوا لا يزال نشطا ومن الممكن أن يفجر تسونامي جديدة . وأرجع علماء سبب حدوث التسونامي إلى نشاط البركان الذي انزلقت كتلة كبيرة منه إلى المحيط قبل دقائق من اجتياح أمواج المد العاتية (تسونامي) ساحلا في إندونيسيا. حزام النار في عرض مستمر وقالت مسؤولة إندونيسية إن بركان أناك كراكاتوا كان ينفث الرماد والحمم منذ أشهر قبل انهيار جزء مساحته 0.64 كيلومتر مربع من الجانب الجنوبي الغربي للبركان. وقالت رئيسة وكالة الأرصاد الجوية دويكوريتا كارناواتي: تسبب هذا في انهيار أرضي تحت سطح الماء ثم أمواج المد العاتية في نهاية المطاف . وأضافت أن الأمواج اجتاحت الساحل بعد مرور 24 دقيقة. وإلى جانب الخسائر البشرية اضطر ما يربو على ثلاثة آلاف من السكان إلى الانتقال لأراض مرتفعة مع استمرار التحذير من ارتفاع المد حتى اليوم الثلاثاء.