ف· هند قال وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس يوم الخميس بأن التحاق الطلبة الجزائريين بالنضال الثوري قد شكل منعطفا حاسما في مسار ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المظفرة، مؤكدا أن هذا الحدث كان خطوة شكلت حدثا مفصليا ومنعطفا حاسما في مسار تاريخ الثورة التحريرية المجيدة"· وذكر الوزير عباس في كلمة ألقاها أمام الطلبة بجامعة العقيد أحمد دراية بأدرار بمناسبة الاحتفالات الوطنية الرسمية بالذكرى الخامسة والخمسين ليوم الطالب بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو وجموع من المجاهدين "بأن هذه الذكرى تعد من المحطات اللامعة في تاريخ الكفاح الوطني حيث قرر طلبة المدارس والمعاهد والثانويات والزوايا التخلي عن مقاعد الدراسة والالتحاق بمعاقل الثوار في الجبال والصحاري تحدوهم في ذلك قناعة راسخة بأنه لا مستقبل ولا حياة كريمة دون الاستقلال والانعتاق من براثين الإستعمار"، مضيفا أن الوعي السياسي الرفيع لدى المتعلمين ورواد الحركة الطلابية "جاء نتيجة رفض السياسة الإستعمارية الرامية إلى محو الذاكرة الوطنية وطمس معالمها"· وقال وزير المجاهدين: "وفي مثل هذا اليوم كان الطلبة الجزائريون بالأمس على موعد مع التاريخ والحسم والإنتماء والوفاء بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم لدعم الثورة التحريرية المباركة وهو ما كان له أثر إيجابي على مسار الثورة المباركة حيث أعقبه التحاق كل أطياف الشعب بجبهات الكفاح ضد المستعمر الذي حاول بكل الأساليب إجهاض الثورة وإبادة الروح الوطنية في نفوس أبناء الشعب الجزائري"· وبعد الدعوة إلى ''الوقوف وقفة عرفان وتقدير وإجلال لتضحيات ذلك الجيل الذي نذر حياته فداء للوطن''، أكد السيد محمد شريف عباس أن الجزائر اليوم "أمام دورة تاريخية جديدة لا تخلو من غايات التطويع والتطبيع، مما يحملنا على ضرورة التحلي برؤية متقدمة لكل ما يحدث من تغيير هنا وهناك كما تقتضي عزم طلبة اليوم للدخول في نطاق الزمن الجديد الذي يؤسس لبداية مرحلة جديدة"· وفي هذا السياق، أكد الوزير أن الشعب الجزائري الذي استطاع التغلب على كل المآسي التي مر بها والخروج منها أكثر صلابة، ''هو قادر اليوم أيضا وجدير بفهم ما يجري حوله وتقدير مجرى هذه الأحداث والتعامل مع مختلف احتمالاتها"، داعيا الشباب والطلبة إلى "تقدير ما تم تحقيقه من مكاسب بفضل المصالحة الوطنية التي مكنت من استعادة الأمن والإستقرار''· ومن جهته، أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو في كلمة له بالمناسبة "أن شريحة الشباب كانت دوما في طليعة كل ثورة"، مضيفا في نفس السياق "بأن هذه الذكرى الوطنية تعد نقطة التقاء هامة من أجل تعميق أواصر التواصل بين من صنعوا أمجاد الجزائر من جيل الأمس ورجال الغد الذين يعول عليهم في بناء مستقبل الجزائر"· وجرى بالمناسبة أيضا تكريم عدة وجوه ثورية من مجاهدين وكبار معطوبي الحرب وأرامل شهداء ومجاهدين إلى جانب طلبة متفوقين من جامعة أدرار · من جهة أخرى، قال السيد عبد الرزاق بوحارة نائب رئيس مجلس الأمة أن جيل ما قبل حرب التحرير شكل خزانا لحب الوطن والوطنية ما أسهم بشكل كبير في تحقيق قفزة سمحت باندلاع ثورة أول نوفمبر 1954· وتطرق السيد بوحارة في تدخل له أمام مسؤولين محليين ومجاهدين وأبناء شهداء وعدد من الجامعيين الذين حضروا بجامعة منتوري، في قسنطينة، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للطالب إلى المراحل الرئيسية للنضال الطلابي إبان حرب التحرير الوطنية مذكرا بالإضراب الذي شنه الطلبة وتلاميذ الثانويات قبل 55 سنة خلت·