شهدت مختلف جامعات الوطن أول أمس احتفالات متنوعة بمناسبة يوم الطالب وهو اليوم الذي تخلى فيه الطلبة الجزائريون عن مقاعد الدراسة للالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني وافتكاك حرية الجزائر، واختيرت ولاية أدرار لتحتضن الاحتفالات الرسمية ليوم الطالب، حيث أشرف وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس على مراسيمها، وأكد خلالها أن التحاق الطلبة بالنضال الثوري كان خطوة شكلت حدثا مفصليا ومنعطفا حاسما في مسار تاريخ الثورة التحريرية المجيدة. وأوضح الوزير بمناسبة الاحتفالات الوطنية الرسمية بالذكرى الخامسة والخمسين ليوم الطالب في كلمة ألقاها أمام الطلبة بجامعة العقيد أحمد دراية بأدرار بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو وجموع من المجاهدين '' بأن هذه الذكرى تعد من المحطات اللامعة في تاريخ الكفاح الوطني، حيث قرر طلبة المدارس والمعاهد والثانويات والزوايا التخلي عن مقاعد الدراسة والإلتحاق بمعاقل الثوار في الجبال والصحاري تحدوهم في ذلك قناعة راسخة بأنه لا مستقبل ولا حياة كريمة دون الاستقلال والانعتاق من براثين الاستعمار''. وبعد الدعوة إلى ''الوقوف وقفة عرفان وتقدير وإجلال لتضحيات ذلك الجيل الذي نذر حياته فداء للوطن'' أكد السيد محمد شريف عباس أن الجزائر اليوم أمام دورة تاريخية جديدة لا تخلو من غايات التطويع والتطبيع مما يحملنا على ضرورة التحلي برؤية متقدمة لكل ما يحدث من تغيير هنا وهناك كما تقتضي عزم طلبة اليوم للدخول في نطاق الزمن الجديد الذي يؤسس لبداية مرحلة جديدة''. وفي هذا السياق أكد الوزير أن الشعب الجزائري الذي استطاع التغلب على كل المآسي التي مر بها والخروج منها أكثر صلابة ''هو قادر اليوم أيضا وجدير بفهم ما يجري حوله وتقدير مجرى هذه الأحداث والتعامل مع مختلف احتمالاتها'' داعيا الشباب والطلبة إلى ''تقدير ما تم تحقيقه من مكاسب بفضل المصالحة الوطنية التي مكنت من استعادة الأمن والاستقرار''.