تغيّرت طريقة تعامل النّظام المغربي مع المظاهرات والاحتجاجات الشعبية في الأيّام الأخيرة، فبعد أن ظلّ المخزن يتعامل بحكمة وتعقّل مع المغاربة الغاضبين المندّدين بتدهور أوضاعهم وبممارسة النّظام ارتكب بداية من أمسية الأحد خطأ فادحا حين راح يتعامل بوحشية مع المتظاهرين الذين تعرّض بعضهم "للتعذيب" على أيدي "جلاّدي أمير المؤمنين" محمد السادس الذي بدأ يسير على خطى زين العابدين بن علي وحسني مبارك اللذين تعاملا بهمجية مع المحتجّين فانتهى بهما المطاف خارج القصر·أكّدت مصادر إخبارية مغربية وأجنبية أن قوّات الأمن المغربية فرّقت بعد ظهر يوم الأحد بشكل عنيف جدّا المتظاهرين في العديد من المدن المغربية، وقد استخدمت وسائل مختلفة لقمع المحتجّين، وتؤكّد صور تناقلتها بعض المواقع المغربية تعرّض كثير من المتظاهرين للضرب المبرح و"التعذيب" بهدف إرهابهم ومنعهم من مواصلة احتجاجاتهم· وفرّق "جلاّدو المخزن" تجمّعا بالرّباط يعدّ الرّابع على المستوى الوطني منذ المسيرة الأولى التي نظّمت في 20 فيفري بدعوة من حركة "شباب 20 فيفري" التي تطالب بإجراء تغييرات ديمقراطية في المغرب، حسب ما تمّت ملاحظته في عين المكان· وقد استعملت قوّات الأمن والقوّات المساعدة الهراوات بغية منع المتظاهرين من طلبة ومناضلين في حزب "العدل والإحسان" (المسموح به) ومناضلين حقوقيين وأعضاء من المجموعة المناهضة للعولمة (أتاك-المغرب) الذين كانوا يريدون التجمّع في الحي الشعبي "العكاري" من أجل الشروع في مسيرة نحو البرلمان المتواجد بوسط المدينة· وقد نادى المتظاهرون "لا للاستبداد" قبل أن يتمّ تفريقهم في أزقّة عديد أحياء العاصمة· وقالت وكالة "رويترز" إن شرطة مكافحة الشغب المغربية طاردت مئات المتظاهرين الذين تحدّوا حظرا فرضته السلطات على التظاهر في شوارع الرّباط، ممّا يشير إلى تراجع صبر المملكة على المحتجّين وفق الوكالة ذاتها· وفي مدينة تيطوان، تدخّلت قوّات الأمن المغربي بفريق مختلط وبشكل مفرط في العنف ضد المتظاهرين الذين خرجوا ضمن المسيرة المعمّم نداءها من لدن تنسيقية "حركة 20 فيفري" بالمدينة، وقدأفضى هذا التدخّل إلى إصابات متفاوتة الخطورة واعتقالات غير محدّدة العدد