مع حلول الصيف يقبل المواطنون على الملابس الخفيفة، وكذلك الإكسسوارات التي تلائم موسم الاصطياف مثل القبعات والنظارات التي صارت تباع بشكل عشوائي وبدون مراقبة، فتراها على الشارع والرصيف وفي أيّ مكان ورُكن، تجد أشخاصا ينصبون طاولات أو يفترشون الكرتون ليضعوا سلعهم المكونة من نظارات مغشوشة، أو بالأحرى مقلدة، وتجد الكثير من المواطنين يتهافتون عليها غير آبهين بالضرر الذي يمكن أن تسببه لهم. انتقلنا إلى شارع باب عزون والذي انتشر فيه التجار الفوضويون كالفطريات، كل واحد يعرض سلعا بأسعار زهيدة، ولكن كلها من النوع الرديء والماركات المقلدة، التي قد يحسب المواطن أول ما يراها أنها أصلية، لكنه ما إن يقترب منها ويمعن فيها النظر حتى يتفطن إلى أنها مقلدة، وقد لا تستحق حتى تلك الدنانير القليلة التي يطلبها صاحبها فيها، وإن كانت الثياب المقلدة لا تشكل خطرا، أو أنّ خطرها والضرر الذي يمكن أن تسببه على مرتديها محدود، فإن النظارات الشمسية والتي يستعملها البعض للزينة أو لحماية العين، وإن كانت غير مطابقة لوصفة الطبيب، فقد تخلق مشاكل كبيرة لمستعملها، وهو ما يجهله أو يتجاهله المواطنون، وقد اقتربنا من بعضهم وهم يهمّون بشراء إحداها، فقال لنا ياسين 23 سنة، إنه اقتنى نظارات من نوع »باكو رابان«، ولكنها مقلدة، إلاّ أنها، يضيف مازحا تشبه الأصلية إلى حد بعيد، وسينخدع أصدقاؤُه ومعارفه حتما بها، وسيحسبون أنها كذلك، وهو بذلك قد وفر مبلغا كان سيصرفه على نظارات أصليّة يفوق سعرها أحيانا الخمسة آلاف دينار، وعمّا إذا كان يعي خطورتها على العين، أجابنا ياسين أنه اشترى نظارات شمسية فقط وليست طبيّة، لهذا فهو لا يظن أنها قادرة على إيذائه، وإن كان فبدرجة قليلة، أحسن من أن يشتريها بأضعاف ثمنها. أمّا عمر فهو الآخر كان يشتري نظارات بدت لنا طبية، فاقتربنا منه لسؤاله، وقد أجابنا دون حتى أن نستفسر منه إن كان يعي جيدا ما يمكن أن تسببه مثل تلك النظارات من ضرر على العينين على المدى الطويل، لكن ما باليد حيلة، يقول لنا، فالنظارات الطبية تحتاج إلى وقت ومال، وشراء النظارة الطبية الواحدة قد يكلفه مليون سنتيم كاملة، وهو ما لا يستطيع دفعه. أمّا هؤلاء الباعة والذي لا تجدهم على الأرصفة فقط، بل إنّ لبعضهم محلات خاصة ببيعها، ومنهم يزيد الذي سألناه فيما إذا كان يعتبر نشاطه قانونيا فأجابنا بنعم وبأنه يبيعها دون مشاكل، كما قال إنه لا يبيع تلك التي يستعملها المواطنون بوصفة طبية، بل يكتفي ببيع النظارات الشمسية التي تستعمل للزينة فقط، والتي لا يعتقد أن لها انعكاسات سلبية على العين. لكنّ هذا الأمر يحذر منه الطب، ويدعو بالتالي إلى مقاطعة تلك النظارات، حيث يقول الدكتور فريد. م، وهو أخصائي في أمراض وجراحة العيون، إن النظارات التي تباع في الشارع ودون وصفة طبية، سواء كانت نظارات طبية أو حتى تلك التي تقتنى لحماية العين من الشمس مضرة بالعينين، فلا تحمي العين من الشمس، بل بالعكس من ذلك تساعد على دخول الأشعة فوق البنفسجية التي تخترق حدقة العين، لأن العين وأمام الألوان الداكنة التي عادة ما تحملها تلك النظارات ستضطر إلى بذل مجهودات أكبر لرؤية الأشياء، وبالتالي إلى توسعة الحدقة، أما تلك التي تباع على أساس أنها طبية وتساعد على الرؤية، ولكن بالعكس من ذلك، وإن لم تكن تحت وصفة طبية فتتسبب في نقص قدرة العين على المدى المتوسط والبعيد.