يقبل العديد من الشباب على اقتناء النظارات الشمسية وغير الشمسية التي تباع على الطاولات وأرصفة الطرقات، خاصة وأن أسعارها معقول وفي متناول الجميع، غير أن لهذه النظارات تأثيرات سلبية على العين، حيث أكد الأخصائيون والعاملون في قطاع البصريات، خطورتها على العين، إذ أنها تسبب القزحية، أي تضبب في عدسة العين في حالة ارتدائها بشكل مستمر. إن النظارات الشمسية وغير الشمسية غزت الأسواق بشكل ملفت في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت الأسواق تعرف ظاهرة، وهي النظارات المزورة أو المقلدة، فهي بضاعة لها تجارها وزبائنها، خاصة من فئة الشباب. أما أسعارها، فهي في متناول أي شخص. إذ يسعى كثير من الشباب والفتيات لاقتناء هاته الأنواع من النظارات لإضفاء نوع من الأناقة على الملمح العام والوجه تحديدا، حيث أصبحت أكسسوارا ضروريا للمظهر العام، لا يستغني عنه الكثيرون، وهو شأن "سارة" وهي شابة في مقتبل العمر، قالت إنها اشترت هذا النوع من النظارات، لأن تصميمه وشكله الجذاب أعجبها كثيرا، وأنها تبدو أكثر اتزانا ورزانة حين ترتديها، هذا إضافة إلى أناقة وجهها. أما عن ثمنها، فقالت إنها غير مكلفة إطلاقا، عكس النظارات الطبية. وللإطلاع أكثر على المتاجرة بهذا النوع من النظارات، اتجهت "الأمة العربية" إلى أحد أسواق رغاية، حيث وجدنا أصحاب هذه التجارة أغلبهم شباب، بالإضافة إلى بعض الأفارقة، وهذا ما أصبحنا نلاحظه بكثرة، إضافة إلى بعض الكبار في السن الذين اتخذوا من هذه التجارة مصدر رزق لهم، وصرح أغلب الباعة أن هذا هو العمل الوحيد الذي يقومون به وهم لا يجنون منه كثيرا، لأنه وحسب رأيهم فإن هذه التجارة موسمية تقريبا، حيث يكثر الإقبال في فصل الربيع وبداية فصل الصيف. وعند تجولنا في هذا السوق، وقفنا عند إحدى طاولات بيع هذه النظارات، وهي لعمي "محمد"، رجل عجوز في العقد السادس. وعند سؤالنا له عن الإقبال على هذه السلعة، أجابنا أنه يتعامل مع فئة الشباب بكثرة والمتمدرسين الذين يقتنونها لارتدائها في أوقات الدراسة، وهذا ما وجدناه عند "يوسف"، طالب في القسم النهائي، والذي قال إنه اقتنى هذه النظارات لأنها تتلاءم كثيرا مع جو القسم والدراسة. هذا، وقد أكد لنا عمي "محمد" أن بيعها تعدى إلى المرضى ضعاف البصر الذين يلجأون إليها نظرا لثمنها المعقول، الذي لا يتجاوز 200 دج، وهذا هو الشيء الذي أكدته لنا عاملة بأحد محلات النظارات الطبية، إذ كشفت أن بعض الزبائن أصبحوا يقتنون هذا النوع من النظارات ويعطونهم إياها، ليضعوا لهم الزجاج الذي حدده لهم الطبيب. إضافة إلى النظارات غير الشمسية، نجد النظارات الشمسية التي تعرف هي الأخرى إقبالا من قبل فئة الشباب دائما، خاصة في موسم الاصطياف، لأنها تضفي على الوجه أناقة وتجعل الفرد أكثر تحضّرا، حسب أغلب الشباب الذين يداومون على ارتدائها. الأخصائية.. "احذروا النظارات المغشوشة!" غير أن لهذه النظارات، سواء الشمسية أو غير الشمسية، أضرارا صحية ناشئة عن استعمالاتها. وبخصوص هذه الأضرار، أفادتنا الدكتورة "بوعافية"، وهي طبيبة عامة في القطاع الصحي بالثنية، أن الأشخاص عندما يرتدون هذه النظارات لا يدركون الأضرار الناجمة عنها فيما بعد، حيث أن العين سوف تتعب أثناء استعمالها، لأنها ليست ذات مقياس دقيق أو مضبوط وهي غير خاضعة لأجهزة المراقبة. أما النظارات الشمسية المغشوشة التي يرتديها الأشخاص، باعتبار أنها تحمي من الأشعة الفوق البنفسجية، فهي تسبب القزحية، أي تضبب عدسة العين في حالة ارتدائها بشكل مستمر.