ق. حنان على عكس ما كان الأمر عليه في السابق، لم يعد لأشخاص البدناء يعانون مشاكل فيما يتعلق بإيجاد ملابس ذات المقاسات الكبيرة، سواء الخاصة بالرجال أم بالنساء، بعد أن اتجهت بعض محلات الألبسة الجاهزة إلى عرض الملابس ذات القياسات الكبيرة، إنما يبقى المشكل الذي لازال يصادف الأشخاص البدناء في الجزائر، هو ارتفاع أسعار تلك النوعية من الملابس إلى مستويات قياسية للغاية. يشتكي عدد من الأشخاص الذين يعانون من السمنة، أو من السمنة المفرطة، من قلة المحلات التي تعرض ملابس جاهزة تناسب تطلعاتهم، أن كانت ملابس خاصة بالعمل، أو بالحياة اليومية، أو ملابس رسمية، وأخرى خاصة بالحفلات والمناسبات، أما إن وجدت فان الأسعار التي تعرضها، لا تناسب المستوى المادي لكثير منهم، خاصة المنتمين إلى طبقات اجتماعية بسيطة، أو من أصحاب الدخل المحدود، الأمر الذي حتم على البعض اللجوء إلى الملابس المستعملة التي تفور مقاسات كبيرة، أو اللجوء إلى ورشات الخياطة، وخياطة ملابس متنوعة تتناسب ومقاساتهم واحتياجاتهم، فيما يبقى حلم الكثير من البدناء هو الحصول على ملابس جاهزة، ذات نوعية راقية وموديلات جميلة، دون أن يشعروا بالحرج، ودون أن يضطروا إلى دفع مبالغ مالية خيالية. يقول صاحب احد المحلات بالجزائر العاصمة، والمتخصص في بيع الملابس الجاهزة ذات المقاسات الكبيرة أي من مقاس 44 إلى غاية آخر واكبر مقاس، والخاصة بالنساء، انه اختص في جلب هذه النوعية من الملابس، خصوصا بعض ملابس السهرة، المتناسبة وأصحاب المقاسات الكبيرة، بعد أن لاحظ أن الكثير من زبوناته السيدات اللواتي يشتكين من البدانة، يستأن من عدم إيجادهن لقطع ملابس تناسبهن، وتجعلهن يبدين في مظهر مقبول، ولذلك فقد وجد في فكرة اللجوء إلى بيع المقاسات الكبيرة، مجالا واسعا للربح، ولإرضاء أذواق شريحة واسعة من السيدات والفتيات في الجزائر، بعد أن أضحت السمنة مشكلة سائدة في المجتمع الجزائري، أما عن غلاء هذه الملابس مقارنة بالملابس ذات المقاسات الأصغر، فقال أن الأمر يتعلق بإيجاد سلعة غير متوفرة كثيرا في السوق الجزائرية، ويضطرون أحيانا إلى استيرادها أو التوصية عليها، وهو ما يفرض عليهم عرضها بتلك الأسعار المرتفعة. أما صاحب محل آخر بنواحي الحراش، فقال انه أيضا متخصص في بيع الملابس ذات المقاسات الكبيرة، وإنما بناءً على الطلب المسبق من طرف زبوناته، خاصة وانه يعرض بصفة أكبر ملابس السهرة وملابس الحفلات، التي تلقى رواجا كبيرا من طرف فئة البدينات، اللواتي لا يجدن ما يرتدينه من ملابس مناسبة وجميلة في آن واحد خلال الحفلات والمناسبات السعيدة على سبيل المثال. أما الزبونات من جهتهن، فقد أبدت بعضهن ممن تحدثنا إليهن في الموضوع، ارتياحهن لوجود مثل هذه المحلات، التي تعرض لهن ملابس تناسب ما يتطلعن إليه من موديلات، وترحمهن من ملابس الشيفون ومن الخياطة التي تأخذ بدورها مبالغ كبيرة، إضافة إلى تكاليف القماش وبقية المستلزمات وكذا مدة الخياطة، ومشاوير التفصيل والقياس، إلا أنهن أبدين تذمرهن من الأسعار الخيالية، فحسب إحدى السيدات أن بلوزة واحدة قد يصل ثمنها إلى نحو 4500 دج، كما أن سروالا واحدا من المقاسات الكبيرة، يصل ثمنه إلى أكثر من 2000 دج، على عكس بقية المقاسات الأخرى، آملة أن يتم اخذ الأسعار بعين الاعتبار مادام أن تلك السعة لديها وزبائنها ولن تعرف الكساد دون شك.