لقد وصف الله عزَّ وجلَّ العذاب في كتابه لكي يتحقق الخوف في نفوس العباد .. فقال تعالى {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر: 16] ولازال يُرسِل بالآيات الكونية من زلازل وأعاصير وحوادث وموت فجأة حتى نرتدع وننزجر .. قال تعالى {..وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59] كيف لا نخاف الله عزَّ وجلَّ وقد حذرنا من نفسه؟! يقول الله عزَّ وجلَّ {..وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران: 28] .. فلو عرفت مدى إنتقام الله عزَّ وجلَّ لما سوَّلت نفسك لك بالوقوع في المعصية ولِما ترددت في طريقك إلى ربِّك ولكنت أتعظت بالنصائح والمواعظ ولِما عُدت لعاداتك ومألوفاتك .. فنحن بحاجة لأن نُشرِّب قلوبنا معاني الخوف من الله سبحانه وتعالى .. باستشعار الأمور التالية: أولاً: الخوف من عقوبة ذنوبك ومعاصيك .. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد. ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد [متفق عليه] وقال ابن المبارك من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصيرًا ثم لا يبالي ولا يحزن عليه [شعب الإيمان (2:271)] .. وعن ابن مسعود قال إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه [صحيح البخاري (6308)] وعن ابن عباس أنه قال كلمات ينبغي علينا جميعًا أن نحفرها في قلوبنا قال يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته وقلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب [الجواب الكافي (2:57)] .. نسأل الله العفو والعافية .. عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن رسول الله قال إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى جملوا ما أنضجوا به خبزهم وإن محقرات الذنوب متى يأخذ بها صاحبها تهلكه [رواه أحمد وصححه الألباني صحيح الترغيب والترهيب (2471)] فإياك ومُحقرات الذنوب