احتضنت أوّل أمس المكتبة المركزية بجامعة "محمد بوضياف" بالمسيلة يوما دراسيا حول شخصية الرّاحل محمد الصديق بن يحيى· الملتقى الذي نظّم مناصفة بين جمعية مشعل الشهيد وقسم التاريخ بالجامعة كان فرصة للحضور للتذكير بأهم مناقب الفقيد وخصاله، حيث حضر اللّقاء عديد الشخصيات التاريخية والأكاديمية يتقدّمهم المجاهد والسفير السابق صالح بلقبّي، إضافة إلى الدكتور الباحث محمد لحسن زريدي، وكذا مدير الديوان ممثّلا لوالي الولاية، والذي أعطى إشارة انطلاق هذا الملتقى· وحول مسار كفاح فقيد الجزائر ذكر رفيق دربه أنه كان من بين الشخصيات العبقرية، حيث استطاع بفضل تعليمه أن يسمع القضية الجزائرية في الداخل والخارج وهو الذي كان يجيد ثلاث لغات، كما أكّد المجاهد بلقبّي أيضا أن بن يحيى كان المقنّن لاتّفاقية "إيفيان" مع المستعمر الفرنسي، ليعود بالحديث إلى مرحلة بعد الاستقلال وتبوّئه عددا من المناصب التي كان آخرها وزارة الخارجية، والتي كانت آخر مراحل حياته· كما أكّد الباحث الدكتور زريدي في مداخلة مطوّلة حول شخصية شهيد الواجب أن بن يحيى استطاع أن يؤسّس دبلوماسية جزائرية حقيقية كان لها الفضل الكبير في حلّ عديد النّزاعات الدولية والإقليمية وهذا بفضل ما اكتسبه من نضج في هذا الميدان بالرغم من صغر سنّه، لكن شاءت الأقدار أن لا يستشهد في كان يناضل من أجله للجزائر لا أكثر ولا أقلّ·