احتضنت مدينة بوسعادة (المسيلة) يوم السبت ندوة تاريخية حول محمد بوضياف بمناسبة الذكرى ال12 لرحيل هذه الشخصية التاريخية الرمز بمبادرة من جمعية مشعل الشهيد و بمشاركة رفقيه في النضال أحمد محساس وعبد الحميد مهري. وتطرق عبد الحميد مهري خلال هذا اللقاء الذي احتضنه المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بحضور أساتذة باحثين إلى بعض المحطات التاريخية في حياة مؤسس المنظمة السرية و الذي تمكن من إعادتها إلى النشاط بعد أن تم القبض على جل عناصرها من طرف قوات الاحتلال الفرنسي. وأوضح مهري بأن محمد بوضياف اتخذ قرار إعادة المنظمة السرية إلى النشاط العام 1952 دون استشارة قيادة حزب الشعب الذي كان فيما سبق أجل عمل المنظمة إلى الوقت الذي كان يراه لائقا. وحسب مهري فإن محمد بوضياف كان له الدور الفعال في العمل السياسي تحت لواء حزب الشعب الجزائري وتحضير الشعب الجزائري للثورة التحريرية المظفرة . ومن جهته أشار الأستاذ محمد عباس جامعي وكاتب في التاريخ في مداخلة بالمناسبة إلى أن محمد بوضياف تمكن من استغلال نقطة تحول هامة في مسار الشعب الجزائري لإعلان القطيعة مع الاستعمار من خلال أحداث الثامن من ماي 45 وما تلاها من إرهاصات لتوجيه مسار الحركة الوطنية نحو الاستقلال قبل أن كانت آراء مؤسسيها وزعمائها متضاربة بين مؤجل للمطالبة بالاستقلال وداعي إلى تحسين أوضاع الشعب الجزائري لجعله متقبلا للقيادة نحو الكفاح المسلح حسب قوله. أما الأستاذ لحسن زغيدي أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر فأشار إلى أن محمد بوضياف تمكن من استغلال التكوين العسكري الذي تلقاه خلال مرحلة تجنيده إجباريا في الجيش الفرنسي إلى جانب نضاله السياسي من خلال احتكاكه بحركة انتصار الحريات الديمقراطية وحزب الشعب الجزائري ليساهم بعد ذلك بشكل فعال في اندلاع الثورة التحريرية المظفرة كمنسق لمجموعة ال 22 . ومن جهته اعتبر محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد أن دور هذه الأخيرة ليس البحث التاريخي بقدر ما هو إحياء ذكريات الثورة ومن صنعوا أمجادها.