هل تعلم _ أخي الحبيب - أن الذي يُولد أصم يُصاب بالبكم بمعنى أن السمع يترتب عليه الكلام فمن لا يسمع من مولده لا يتكلم . إن نعمة السمع ليست بعيده في عظمتها عن أخواتها نسمع بها من يخاطبنا نسمع بها آيات ربنا وحديث رسولنا صلى الله عليه وسلم نرد بالإجابة سرعان ما نسمع النداء ونردد خلف الأذان للصلوات ونختم بالدعاء نقول : آمين بعد قول الإمام في الصلاة ولا الضالين ونسلم على من يرد علينا السلام . تصور - أخي المؤمن - لو أنك حُرمت هذه النعمة كيف ستقضي حياتك وكيف يُخاطبك الناس وكيف تجيبهم ستبقى محرومًا من الكثير من الفضائل يا ترى كيف ستكون حالك والناس ينادون بأعلى أصواتهم يسعون خلفك يحذرونك من أمر وأنت تسير على قدميك ولا تشعر ولا تسمع شيئًا ؟! كيف ستكون حالك إذا سلم الإمام من الصلاة ولم تسمع إلا ببصرك تلمح الناس لووا أعناقهم فعرفت أن الإمام انتهى من صلاته ؟! كيف ستكون حالك إذا أذن المؤذن للصلاة ومن حولك يرددون خلفه ولاتسمع ولاترى إلا تحرك شفاههم ولا تدري ما الأمر ؟! كيف ستكون حالك إذا الناس حضروا لسماع محاضرة قيمة مهمة وأنت تأتي لتجلس فقط لتعمك رحمة وسكينة ترجوها مع القوم فقط ؟! إنها لحياة حقًا صعبة !! فالحمد لله - أخي المؤمن - على هذه النعمة التي منّ الله بها عليك واصطفاك عن سائر الناس . وإياك - أخي المؤمن - أن تستخدم نعمة السمع فيما حرم الله من سماع غيبة أو نميمة أو مكاء أو تصدية أو غناء محرم . ولنحفظ هذه النعمة ونؤدي شكرها على الوجه الذي يرضي خالقها فنحن مسئولون عما نسمع قال الله تعالى : _ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا _ [الإسراء: 36] ولنحذر أن نكون ممن قال الله فيهم _ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْء إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ _ [الأحقاف: 26] .