عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مغلقة أمس الأربعاء لبحث التصعيد العسكري الجاري بليبيا في ظل الهجوم المستمر لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس. وعقدت الجلسة في ظل مواقف متباينة بين الدول الأعضاء من الهجوم الذي بدأ الخميس الماضي أثناء وجود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في ليبيا وأسفر حتى الآن عن مقتل وجرح العشرات وتهجير ما لا يقل عن ثلاثة آلاف مدني. فقد عرقلت روسيا قبل أيام صدور بيان رئاسي يشير إلى حفتر بالاسم بينما اتهمت أطراف ليبية داعمة لحكومة الوفاق فرنسا بأنها أعطت الضوء الأخضر للهجوم وهو ما نفته باريس التي قالت إنها لم تكن على علم به. كما أن عضو المجلس الرئاسي الليبي محمد عماري صرح في وقت سابق بأن روسياوفرنسا تمارسان ضغوطا على المجلس الرئاسي لوقف القتال والتفاوض مع حفتر. وكان من التداعيات المباشرة لهذا التصعيد العسكري إعلان بعثة الأممالمتحدة في ليبيا عن تأجيل المؤتمر الوطني الذي كان يفترض أن يعقد في مدينة غدامس (جنوبي ليبيا) في محاولة لإنهاء الانقسام السياسي والإعداد لانتخابات في أقرب وقت. وكانت حكومة الوفاق وصفت هجوم قوات حفتر بأنه عدوان وأجرى رئيسها فايز السراج اتصالات مع قادة أجانب بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي سعيا لحشد مواقف دولية ضد الهجوم.