عرف صالون الزواج في طبعته الأولى برياض الفتح تزامنا مع موسم الأفراح توافدا كبيرا من طرف الجمهور قصد الوقوف على أجنحته التي عرضت مختلف متطلبات ومستلزمات الأعراس الجزائرية التي جمعت بين ما هو تقليدي محض وبين ما هو عصري، وكان الغرض من الصالون هو الوقوف على مستوى تنظيم الأعراس الجزائرية ومسايرتها للعصرنة والتطور الحاصلين في ذات المجال مع ضرورة المحافظة على تقاليدها العريقة. ذلك ما أظهرته جليا أجنحة الصالون بعد أن طفنا بها والتي جمعت بين الأزياء التقليدية التي هي تاج العروس في التصديرة، وكذا الإشهار لبعض الخدمات التي توفرت من طرف بعض المؤسسات القائمة بذاتها والتي تخصصت في التصوير والكاميرا وكذا تجهيز قاعات الزفاف من حيث تلك التصاميم الرائعة والطاولات الملحقة بأطقم جميلة، إلى جانب بعض الحرفيات اللواتي تفوقن في إظهار مهارتهن في صنع الحلويات التقليدية التي تعد الحاضرة الأولى في الأعراس الجزائرية، ولم يهمل جانب علب الحلويات التي خصصت لها أجنحة بالمعرض لإظهار آخر الفنيات في ذاك المجال والذي عرف تطورا ملحوظا ولم تعد الحلويات توضع في علب عادية بل في أخرى منمقة تنميقا جيدا حتى راح المدعوون إلى الاحتفاظ بها لاستعمالات متنوعة في المنزل. وعرضت بعض الأجنحة حتى تلك التحضيرات التي تسبق العرس والخاصة بتجهيز العروس ونقاوة بشرتها وكذا العناية بشعرها من اجل الحصول على جمال أخاذ يوم العرس، بحيث راح بعض العارضين إلى عرض مستخلصات طبيعية خاصة بالعناية بالشعر والبشرة كالشامبوهات وأنواع من الصابون إلى جانب "الحراقيس" التي راحت العديد من العرائس إلى التهافت عليها في الآونة الأخيرة بحيث خصص جناح لوضع الحرقوس وعرف اقبالا كبيرا ذلك ما أكدته إحدى الحرفيات في فن الحرقوس بحيث قالت أن العروس لا تستغني اليوم عن وضع الحرقوس فهو من أساسيات العرس الجزائري اليوم لذلك خصص له جناح خاص بصالون الزواج، وقالت أن الإقبال هو من الجنسين معا ولا يقتصر الأمر على الفتيات فقط فهو فن ظهر مؤخرا إلا انه حظي بإقبال واسع وأصبح ينافس وضع الحناء خاصة وانه مقتبس من الوشم الذي شاع منذ القدم لدى القبائل، إلا أن طريقة وضعه الرائعة جعلته يحتل مكان الوشم ويختلف عنه تماما سواء في الشكل أو مواضع رسمه على الجسم. اقتربنا من بعض زوار صالون الزواج و كانوا معظمهم شبان وفتيات مقبلين على الزواج خاصة وان الصالون يهمهم ومن شانه أن يسهل عليهم الوصول إلى بعض الحاجيات، فمختلف العارضين عرضوا خدماتهم ووزعوا البطاقات الخاصة بالإشهار لمؤسساتهم والتعريف بها، تقول الآنسة سامية التي كانت برفقة خطيبها أنها ما إن سمعت بالصالون حتى سارعت إلى زيارته خاصة وان عرسها في شهر جويلية وهي متوترة من عدم قدرتها على ضبط جميع الترتيبات قبل حلول موعد العرس وجاءت إلى هناك من اجل التعرف على بعض الخدمات والوقوف على آخر ما وصلت إليه الأعراس الجزائرية لمواكبتها فهي جمعت العديد من البطاقات وسوف لن تتوانى على ربط الاتصال بالعض من اجل إتمام بعض المتطلبات الخاصة بالعرس. أما صونيا المقبلة هي الأخرى على الزواج فقالت أن المعرض جاء في موعده للأخذ بيد بعض العرسان التائهين لاسيما وانه وفر العديد من الخدمات التي ترتبط بالطقوس المعروفة بالأعراس الجزائرية بصفة مباشرة على غرار قاعات الحفلات وديكورها المعتمد وكذا عرض الألبسة التقليدية وفساتين الزفاف وحتى بعض مواد التجميل الخاصة بالعروس إلى جانب الحلويات، لكن ما يلاحظ هي الأسعار الباهظة لكل تلك المعروضات خاصة فيما يتعلق بملابس العروس التي نجدها اقل بكثير في المحلات مما هو معروض في الصالون، وهو نفس المشكل الذي يؤرق الزبون خلال المعارض ويجعله لا يستفيد منها في شيء بدءا من ابسط الأشياء، فحبذا لو ينظر منظمو المعارض في هذا الجانب لكي لا تبقى المعارض فرصة للاستمتاع فقط وتكون بغرض اقتناء بعض الأشياء التي يكون ثمنها حائلا بينها وبين الزبون في معظم الأوقات.