عدة أمور تشغل عادة بال أهل العروسين إلى درجة يفقدون معها متعة اللحظات السعيدة لحفل الزفاف، جراء ما ينفقونه من جهد كبير ومال ليس بالقليل، ورغم كل ذلك قد لا يكون العرس في مستوى تطلعات أهله... ومن هذا المنطلق بادرت وكالة ''أر.ك. إيفنت'' للاتصال لأول مرة بتنظيم صالون للزواج برياض الفتح، حيث ضربت للجمهور موعدا من 25 إلى 28 ماي الجاري لاكتساب ثقافة الاستعانة بمنظم الحفلات الذي يأخذ على عاتقه مهمة تنظيم الترتيبات لإنجاح الحفل. لاحظت مسؤولة وكالة ''أر.ك. ايفنت'' للاتصال، كريمة رامبي، مدى حاجة الأفراد في المجتمع الجزائري إلى هذه المهنة التي تسود في بعض الدول الغربية، حيث أن ممتهنها يكون عادة شخصا ذا خبرة في مجال إدارة الحفلات وتقديم الخدمات اللازمة لإنجاحها... ويتعلق الأمر بفكرة سطعت في رأسها بعد تجربة زفافها التي كللت بالكثير من التعب والضغط الناجم عن البحث عن مستلزمات العرس الكثيرة وتحضيراته التي تتمحور حول الزينة، الاستقبال، إيجاد قاعة للحفلات، تحضير مأدبة عشاء وما إلى ذلك، وهي معاناة يمكن اختزالها - في نظرها - من خلال الاستعانة بمنظم الحفلات، خاصة بعد أن أصبحت الوكالة الوطنية لتدعيم وتشغيل الشباب ''أنساج'' تمول مشاريع الشباب المقبل على الاستثمار في مجال تنظيم الحفلات. وعن الصالون الذي سيشهد مشاركة 40 عارضا يمثلون عدة حرف ومهن، كشفت السيدة كريمة رامبي، أن التظاهرة التي ينتظر أن تستقطب العائلات المقبلة على تنظيم حفلات زفاف، ترمي أساسا إلى تشجيع الإنتاج المحلي التقليدي، من خلال تسليط الضوء على إبداع حرفيين وحرفيات لم ير النور في غياب طرق عملية للتعريف به. وسيسمح الصالون، الذي تطمح صاحبته إلى أن يكون تقليدا سنويا، بالاحتكاك المباشر بصانعي الحلويات، محترفي فن الحلاقة، صانعي الأزياء التقليدية المحلية والمغربية، ممتهني التزيين بالورود الطبيعية وبالبالونات، وبالتالي الحصول على بعض مستلزمات العرس بنفقات أقل.. حسب المصدر. وأوضحت المتحدثة خلال لقاء جمعنا بها بمقر الوكالة، أن الصالون سيكون بمثابة فرصة للاطلاع على مهن ليست سائدة في مجتمعنا، لا سيما ما يتعلق بالتزيين، على غرار تزيين الطاولات والصحون، وكذا صناعة المجوهرات الفضية بطريقة عصرية، وغيرها من الحرف الفنية التي نفتقر إلى فهرس خاص بها لتسهيل مهمة العثور على أصحابها عند الاستعداد لتحضير الأعراس. وبالإضافة إلى الحرف المستحدثة، يمكن للزوار من خلال الصالون أن يستعيدوا ذكريات تقاليد سائرة في طريق الزوال، لعل أهمها ''الماشطة'' أو المرأة المرافقة للعروس، حيث أنها شخص لديه خبرة متوارثة في مجال تحضير العروس ومساعدتها على الاعتناء بنفسها يوم زفافها وفقا لما تقتضيه العادات والتقاليد. وبهذا الخصوص ذكرت مسؤولة الوكالة ل ''المساء''، أن الاستعانة ب ''الماشطة'' هي عادة مغربية، يتوخى منها مرافقة العروس في الأيام التي تسبق موعد الزفاف لتوجيهها ومساعدتها على الحصول على طلة مميزة يوم العرس.. كما يمكن اعتبارها بمثابة ممرن للعروس على طريقة المشي واللبس أثناء عرض الأزياء أو ''التصديرة'' كما تسمى محليا. وفي رد على سؤال ''المساء'' حول مدى تأثير هذه الأفكار المراد إدماجها في قاموس الحفلات على فاتورة نفقات العائلات الجزائرية، ردت السيدة رامبي بأنه على العكس من ذلك، فإن منظم الحفلات سيستعين بحرفيين يقدمون خدماتهم بتكاليف أقل، مبرزة أن حرفية مغربية لبت الدعوة للمشاركة في صالون الزواج لتعرض ''القفطان'' المغربي بسعر 40 ألف دج بدلا من سعر 200 ألف دج الرائج في أسواقنا، من منطلق أن سعر مستلزمات العرس المعروضة في الأسواق جد مبالغ فيها. وأضافت أن صالون الزواج سيعرض جداول لمصاريف الزفاف تختلف باختلاف إمكانيات العرسان والعرائس، حيث تضم الترتيبات الضرورية للعرس فقط ليكون موعد الفرح بأقل التكاليف. ويتضمن برنامج الصالون محاضرات حول الحياة الزوجية وتقاليد الزواج قديما بالقصبة، لتأهيل الشباب المقبل على الارتباط وتعريفه بخصوصيات الرابطة المقدسة بين الجنسين، وتذكيره بتحضيرات الأجداد لهذا الموعد المهم في الحياة. وبعيدا عن عالم الصغار، تم تحضير فضاء للعب الأطفال لخلق جو من المرح والحركية في رياض الفتح، الذي يعد مقصدا ترفيهيا لمختلف العائلات الجزائرية. وتجدر الإشارة إلى أن صالون الزواج المنتظر برياض الفتح، سيسدل ستاره بعرس جماعي لستة أزواج ينتمون إلى قرية الأطفال المسعفين بادرارية، حيث ستحتضنه خيمة مغربية ليقام وفق العادات والتقاليد المتعارف عليها، على غرار تحضير طبق الكسكسي، علما أن عدة شركات امتنعت عن المساهمة في تمويل هذا العرس الجماعي الذي نظم لفائدة شباب معوز تبعا لتصريحات صاحبة الوكالة، والتي تأسفت كثيرا للأمر.