تساءل الفنّان محمد صبحي: "كيف نخرّب مصر على الرغم من أننا نشعر لأوّل مرّة بأنها بلدنا ولن تسرق بعد اليوم؟"، مضيفا: "كيف أننا قمنا بالثورة بحثا عن الديمقراطية والتحضّر ومع ذلك حوارنا اليوم ليس متحضّرا ولا ديمقراطيا"· وأضاف صبحي في حواره مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج "واحد من النّاس" على شاشة "دريم" أن تفسير ما يحدث الآن في مصر هو أن هؤلاء الشباب الذين قاموا بالثورة "شوية عيال" لم يكن لديهم تصوّر لما بعد الثورة لأنه تنقصهم الخبرة السياسية. فعلى سبيل المثال ثورة 23 جويلية كانت ثورة مخطّطة ومحدّدة الأهداف، ثمّ التفّ حولها الشعب وبدأت في تنفيذ أهدافها، لكن هذه الثورة خرجت من الشباب ومن داخل الشباب الذين لم يتنبّهوا إلى أن هناك أناسا سينقضّون على الثورة وهناك من سيأكل الثمرة· وأوضح صبحي أنه كان من الصّعب جدّا أن يقتنص الشعب حرّيته، لكن الأصعب منه هو أن يسيء استخدام هذه الحرّية، مشيرا إلى أننا استعجلنا في أشياء وكنّا أبطأ من اللاّزم في أشياء أخرى، مؤكّدا أنه على سبيل المثال يفهم كلمة "الآن" التي كان يقولها المتظاهرون لإسقاط النّظام، لكنه لا يفهم كلمة "الآن" لتغيير الشرطة فهذا يمكن أن يحدث الإطلاق لأن الهدف كان إسقاط النّظام أمّا الأشياء الأخرى السلبية فهذه هي مهمّة الثورة التي ستستمرّ في تحقيقها لسنوات وسنوات لأن الثورة هنا مفهومها التغيير وليس الانقضاض على الحكم·