قال محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر إن الجماعة تريد برلمانا متنوعا بعد الانتخابات التي ستجرى في سبتمبر المقبل، مشيرا إلى أنها "لا تسعى لفرض الشريعة الإسلامية في مصر"· وقال محمد مرسي رئيس الحزب الذي تشكل حديثا وسينافس في الانتخابات "قرر الأخوان إنشاء حزب سياسي ···حزب الحرية والعدالة لممارسة العمل السياسي المتخصص للمنافسة على السلطة على أن يكون الحزب مستقلا عن الجماعة في شؤونه المالية والإدارية وكذلك في مواقفه لكن الحزب والجماعة يحملان مشروعا واحدا ولهما مرجعية واحدة وهي المرجعية الإسلامية"· وحول مخاوف البعض من أن تستخدم الجماعة المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع لتحقيق أغراضها الخاصة، رفض مرسي هذه المخاوف خلال المقابلة التي أجرتها معه وكالة رويترز الأحد 29-5-2011 وقال "الحزب كما الجماعة أيضا يدعون إلى الدولة المدنية ···الدولة الإسلامية بالضرورة دولة مدنية والدولة المصرية دولة مدنية كما كان دستورها وما زال ينص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع"· لكنه قال إن الشريعة الإسلامية من الممكن أن يكون لها مكان في دولة مدنية في مصر حيث أن نحو عشرة بالمائة من سكانها البالغ عددهم 80 مليونا مسيحيون· وتابع أن في الشريعة الإسلامية ضمان لحقوق الجميع سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين· مرشح الرئاسة وأضاف أنه سيلتزم بتعهد الأخوان عدم الدفع بمرشح في انتخابات الرئاسة أو دعم أي عضو أخواني في إشارة إلى الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح الذي أعلن ترشحه للرئاسة· واستطرد "قرار الجماعة التي قررت إنشاء الحزب واضح في هذا المجال ··· قرار الجماعة سابق على تأسيس الحزب وبالتالي لا يتصور أن يكون قرار الحزب مخالفا لقرار الجماعة التي أنشأت الحزب والتي قررت في هذا الإطار ألا يكون لها مرشح في الرئاسة أو ألا تدعم مرشحا منها أن ترشح أحد خروجا على هذا القرار لن تدعمه أيضا"· ونفى مرسي أن تكون لدى الجماعة رغبة في السيطرة على البرلمان المقبل وقال "لا نريد أبدا أن ننفرد بسلطة ولا نريد أبدا أن نسيطر على برلمان ليس هذا في مصلحة مصر ونحن نقدم مصلحة الوطن على كل مصلحة سواها· نريد برلمانا متجانسا الأغلبية فيه متوافقة وليست لفصيل واحد"· وقال مرسي إن الحزب لم يضع برنامجا اقتصاديا بعد لأنه لا يزال ينظم نفسه، حيث أنه لم يتأسس سوى في أفريل الماضي· المسيحيون وفيما يتعلق بالمسيحيين قال مرسي "نريد أن نطمئن الجميع ···نريد في هذا البرلمان أن يكون إخواننا المسيحيون منتخبين من قبل شعب مصر الذي احتضن المسلمين والمسيحيين في وعاء واحد صاهر لهم في حضارة واحدة· فنحن نسعى لكي يكون هناك أعضاء في البرلمان من المسيحيين· نبذل كل جهدنا في التحالف والحوار مع إخواننا من كل الاتجاهات في الأحزاب وفي التجمعات والمستقلين والمسيحيين لكي يخرج البرلمان بهذه الصورة لا يسيطر عليه أحد لا الإخوان ولا غيرهم"· وأضاف أن من بين تسعة آلاف عضو مسجلين في الحزب 100 مسيحي وألف امرأة، مضيفا أن نائب الحزب رفيق حبيب مسيحي· وعندما سئل عما إذا كان الحزب سيطبق الشريعة التي تحرم الخمر قال مرسي إن البرلمان هو الذي سيقرر ذلك لا جماعة بمفردها مثل الإخوان· وأوضح "الدستور المصري ليس دستور الإخوان وإنما هو دستور شعب مصر فإذا ما كان هناك نص في الدستور على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع هذا النص يحترم والنص واضح ·· مبادئ الشريعة الإسلامية وليس تفاصيل أحكام الفقه"· وتقول الجماعة التي برزت كقوة يعتد بها بعد سنوات من القمع في عهد الرئيس السابق حسني مبارك إنها لا تريد أغلبية برلمانية غير أن منافسين يرون أنها في وضع جيد يمكنها من الحصول على وضع مهيمن في البرلمان· وبينما يحاول الساسة العلمانيون جهدهم لمواجهة تحدي الإخوان يساور المستثمرون الغربيون القلق مما سيعنيه التحول إلى حكومة ذات توجه إسلامي بالنسبة لمصر التي تعتمد على إيرادات السياحة ووسط توتر متزايد بين المسلمين والمسيحيين· * .."الدستور المصري ليس دستور الإخوان وإنما هو دستور شعب مصر فإذا ما كان هناك نص في الدستور على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع هذا النص يحترم والنص واضح ·· مبادئ الشريعة الإسلامية وليس تفاصيل أحكام الفقه"·