بلدية عين العربي بقالمة: حفرية إنقاذية لحماية موقع أثري روماني قامت فرقة مختصة من المركز الوطني للبحث في علم الآثار لوزارة الثقافة مؤخرا بحفرية إنقاذيه لحماية موقع أثري أكد المختصون بأنه منشأة فلاحية تعود للفترة الرومانية وإلى عهود متأخرة يقع بمشتة عين فرس ببلدية عين العربي بولاية قالمة وأوضحت رئيسة الفرقة الدكتورة عادل وافية في تصريح للصحافة بعين المكان بأن هذا الموقع الأثري تم اكتشافه بالصدفة من طرف مواطنين بهذه المشتة التي تبعد بنحو 50 كيلومتر عن عاصمة الولاية وذلك أثناء قيامهم بأشغال توسعة لمسجد مضيفة بأن المواطنين أوقفوا عملية البناء وأعلموا الجهات المختصة بالأمر. وحسب ذات المختصة وهي أستاذة مادة البحث بالمركز الوطني للبحث في علم الآثار فقد سمحت عملية الحفر التي قام بها عناصر الفرقة المكونة من تقنيين وأساتذة وخبراء في البحث بالتنسيق مع فرع الديوان الوطني لتسيير واستغلال المواقع الأثرية المصنفة ومديرية الثقافة للولاية باكتشاف عدة لقى أثرية وعناصر معمارية تظهر بأن الموقع كان عبارة عن مؤسسة فلاحية كبيرة محصنة وأوضح المصدر بأن المكتشفات بعين المكان تتنوع بين جدران مبنية بتقنية معروفة تسمى بالتقنية الأفريقية وبلاطات بأطوال مختلفة وتيجان أعمدة معمارية من الطراز الكورنتي الذي يدل على الحس الحضاري الرفيع كونها تيجان كانت تستعمل في المنازل والقصور والمعابد مبرزة بأن أهم المكتشفات بالموقع تتمثل في رحى كبيرة للحبوب وعناصر أخرى لرحى كبيرة مخصصة لزيت الزيتون. اكتشاف أواني فخارية واستنادا لذات الباحثة فقد سمحت الحفرية أيضا باكتشاف مهارس كبيرة لدق الحبوب وهي أكبر بكثير من تلك المستعملة في المنازل وعدد من الأواني الفخارية المستعملة في الطعام من النوع الرفيع القادم من روما وأخرى بزخرفة محلية وبقايا أواني فخارية كبيرة لنقل الخمور وزيت الزيتون إضافة إلى مسامير من الحديد وحسب تأكيدات الباحثين بعين المكان فإن الموقع عبارة عن منشأة فلاحية محصنة كبيرة تعود إلى الفترة الرومانية وذلك بالنظر لمختلف اللقى التي عثر عليها والتي تم نقلها إلى متحف المسرح الروماني والحديقة الأثرية بوسط مدينة قالمة لعرضها أمام الباحثين والطلبة وتلاميذ المدارس. وفيما يتعلق بأشغال توسعة المسجد فقد أفادت وكالة الأنباء الجزائرية أن فرقة البحث المشرفة على الحفرية الإنقاذية توصلت إلى اتفاق تقني مع مكتب الدراسات المكلف بمتابعة الأشغال يتمثل في بناء القاعة على أساس أعمدة طويلة يكون تحتها الموقع الأثري محميا مع تهيئته بشكل مناسب وإضافة الإضاءة المناسبة لجلب الزائرين من محبي الآثار دون تعطيل عملية بناء المسجد الذي توجد به مرافق مكتملة.