أكد مارك لوكوك وكيل أمين عام الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية أن الحل الوحيد للأزمة الإنسانية في إدلب السورية يكمن في وقف فوري للقتال. جاء ذلك في إفادة قدمها المسؤول الأممي من جنيف عبر دائرة تلفزيونية مغلقة (فيديوكونفرانس) لأعضاء مجلس الأمن خلال جلسة عقدها المجلس بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك. وقال لوكوك إن الأممالمتحدة وثقت بالأيام الخمسة الأخيرة مقتل 49 مدنيا في إدلب شمال غربي سوريا. وأضاف أن الحل الوحيد للأزمة الإنسانية (في إدلب) هو من خلال وقف القتال الفوري . وتابع موضحًا أن 3 عاملين بالمجال الإنساني يعملون مع الأممالمتحدة قتلوا في الساعات ال72 الماضية نتيجة الغارات الجوية وأعمال القصف المتواصلة . ولفت إلى أن أكثر من 95 بالمئة من حالات الموت في صفوف المدنيين هي في مناطق لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية . وأوضح أن التقديرات الأممية تشير لنزوح أكثر من 586 ألف شخص خلال الشهرين الماضيين غالبيتهم من الأطفال- ومنذ الأول من ديسمبر الماضي نزح أكثر من 300 ألف طفل بالمنطقة. وأردف: شهدنا حتى الآن عمليات نزوح هائلة باتجاه الشمال نحو المناطق الخاضعة للسيطرة التركية في عفرين والباب وأعزاز ويصل عدد النازحين إلى تلك البلدات أكثر من 144 ألف شخص . كما أبلغ المسؤول الأممي أعضاء المجلس بأن الأممالمتحدة تعمل مع الجانب الروسي من أجل عدم استهداف البنية التحتية شمال غربي سوريا. وشدد على أنه تجري الآن محاولات مع روسيا بغية الاتفاق على وقف مؤقت للأعمال القتالية على طول طرق محددة سلفا للسماح للفارين بالوصول إلى الأمان المؤقت . وحذر لوكوك من مغبة استمرار توقف 53 منشاة طبية عن العمل حاليا بالمنطقة ما يجعل خطر انتشار الأوبئة يتزايد بشكل كبير كما تم إغلاق أكثر من 26 مركز تطعيم منذ الأول من شهر ديسمبر الماضي . وفي الشأن الإنساني كشف لوكوك عن تخصيص 30 مليون دولار لدعم العمليات الإنسانية في إدلب من خلال صندوق الأممالمتحدة للاستجابة الطارئة. وأكد المسؤول الأممي الحاجة الملحة للوقف الفوري للأعمال القتالية باعتبار ذلك الحل الوحيد للأزمة الإنسانية المتفاقمة . وفي ماي 2017 أعلنت تركياوروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري. ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب وآخرها في جانفيالماضي إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة ما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدنيا منذ 17 سبتمبر 2018. وتسببت خروقات النظام وحلفائه كذلك بنزوح مليون و677 ألف نازح منذ مطلع عام 2019.