عبّر مجلس الأمن الدولي عن قلقه البالغ لتصاعد العنف في منطقة دارفور غرب السودان والذي قال مبعوث للأمم المتحدة إنه يعوق بشدة الحماية والمعونات للمدنيين. وقال المبعوث إبراهيم جامبري للمجلس إن 447 شخص ماتوا في شهر ماي وحده، وهو رقم أقل مما ذكره مسؤولون للأمم المتحدة الأسبوع الماضي لكنه مع ذلك يوضح ما سماه »تصاعداً خطيراً« للقتال بين القوات الحكومية ومتمردي دارفور. وقال جامبري رئيس بعثة حفظ السلام المختلطة في دارفور إن مصادمات مسلحة من المرجح »أن تستمر لبعض الوقت ما لم يبذل المجتمع الدولي جهوداً عاجلة لضمان التوصل إلى هدنة«، مبيناً أن تصاعد العنف خلق عقبات خطيرة في طريق تنفيذ مهام الحماية لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة وفي طريق تقديم المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجون إليها. وأضاف في بيان صدر عقب إفادات من أربعة مبعوثين للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي لدى السودان عبر مجلس الأمن عن »القلق البالغ لتصاعد العنف في دارفور وارتفاع عدد الضحايا من المدنيين«. ودعا البيان الذي تلاه سفير المكسيك ورئيس المجلس كلود هيلر إلى توفير حرية الوصول الكاملة لقوات حفظ السلام وجماعات الإغاثة في أنحاء دارفور وحث كل جماعات المتمردين على المشاركة في محادثات السلام التي تعقد في الدوحة بقطر. ولم يصرح المجلس بلوم أي جهة، لكن سفيرة الولاياتالمتحدة سوزان رايس قالت إن واشنطن »تشعر بقلق عميق« لما قالت إنه هجوم واسع النطاق للجيش السوداني في الآونة الأخيرة على حركة العدل والمساواة، وقالت »استمرت حكومة السودان في تنفيذ عمليات قصف جوية في دارفور. وهذه الأعمال تتسبب في قتل وتشويه المدنيين وفي تشريد المزيد من الدارفوريين الأبرياء«. ودعا المجلس أيضاً إلى »استعدادات محكمة التوقيت« من أجل الاستفتاء في يناير 2011 في الجنوب المُنتج للنفط بشأن ما إذا كان ينبغي أن تصبح هذه المنطقة مستقلة استقلالاً كاملاً. وكان بعض المتحدثين في اجتماع المجلس قد قالوا إن الوقت المتاح قبل الاستفتاء غير كافٍ. وقال مبعوث الأممالمتحدة لدى السودان هيلي منكريوس »توجد مخاوف واسعة بشأن ضيق الوقت المتاح للاستعداد وإجراء الاستفتاء«. وأضاف »لم يعد هناك وقتٌ لنضيعه«. وقال إن الموعد النهائي للاستفتاء »ممكن وإن كان ينطوي على تحديات«، فيما قال السفير البريطاني مارك جرانت الذي صاغ وفده بيان المجلس »إن هناك حاجة إلى قدر أكبر كثيراً من الإحساس بالحاجة الملحة« إلى إجراء الاستفتاء. وقال السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم متحدثاً للصحافيين إن الولاياتالمتحدة ودولاً أخرى »ترسل إشارات تنطوي على تحديد لنتيجة الاستفتاء« ودعاهم إلى الكف عن هذا. وكان يقصد فيما يبدو أنهم يلمحون إلى أن أبناء جنوب السودان سيختارون الاستقلال، وهاجم عبد الحليم أيضاً الولاياتالمتحدة وفرنسا والنمسا لإثارتها في المجلس قضية أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير بسبب جرائم مزعومة في دارفور. وقال السفير الفرنسي جيرار ارود إن المجلس »لا ينبغي له أن يلزم الصمت« عن تقرير للمحكمة الدولية الشهر الماضي أفاد بأن الخرطوم لا تتعاون مع المحكمة، في الوقت الذي حث فيه كبير المدَّعين في المحكمة لويس مورينو اوكامبو المجلس يوم الجمعة الماضي على مساندة حملته لاعتقال رجلين سودانيين وجهت إليهما المحكمة تهماً منذ ثلاثة أعوام، لكن هيلر قال للصحافيين »ليست هناك مبادرة من أي وفد لتقديم عمل ملموس في الوقت الحال، وقد اشتد العنف في دارفور منذ أعلنت إحدى جماعات التمرد الرئيسة، وهي حركة العدل والمساواة، في أوائل ماي تجميد مشاركتها في مباحثات السلام«.