واصلت السودان وتشاد محادثاتهما برعاية قطرية ليبية في العاصمة القطرية الدوحة أمس بهدف التوصل إلى اتفاق سلام دائم بينهما. وصرح وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود بأن مهمة قطر في المحادثات هي توفير آليات تجعل أي صفقة أو اتفاق قابلا للتنفيذ على الأرض. وقال وزير التعاون الدولي السوداني التيجاني صالح فضيل إن وسيلة الخروج من الدائرة المفرغة لاتفاقات السلام الفاشلة في الماضي هي الاتفاق على كيفية تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه. وأضاف فضيل أن المحادثات التي جرت أول أمس بالدوحة ساعدت في توضيح بعض الحقائق بشأن الموقف في البلدين وعلى امتداد حدودهما المشتركة وهو ما سيساعد الجهود المبذولة لحل الصراعات. وكان وكيل وزارة الخارجية السودانية مطرف الصديق قال إن المحادثات التي بدأت في الدوحة تحت رعاية قطرية ليبية ستقوم بمراجعة الجوانب الإيجابية والسلبية في الاتفاقيات السابقة للوصول إلى حل دائم. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في وقت سابق إن الاجتماع الذي تستضيفه الدوحة يسعى للمساعدة على تحسين العلاقات بين البلدين لتحقيق الاستقرار في المنطقة. ورأى وسيط الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي بشأن دارفور جبريل باسول أن محادثات المصالحة في الدوحة لابد من أن تجلب السلام إلى إقليم دارفور. وتحاول قطر تعزيز دورها كوسيط للسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال رعاية محادثات السلام بين الأطراف المتناحرة في السودان واليمن ولبنان. وساعدت قطر على التوسط في اتفاق سلام بين فصائل لبنانية أدى إلى انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وجرى توقيع اتفاق حسن النوايا بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة لإجراء محادثات سلام في دارفور بالدوحة خلال شهر فيفري الماضي. وترأس ليبيا -التي تشارك قطر في رعاية المحادثات السودانية التشادية- الاتحاد الأفريقي الذي يضم البلدين. واستأنفت تشاد والسودان علاقات دبلوماسية غير مستقرة في نوفمبر الماضي بعد قطعها في ماي. واتهمت الخرطوم الرئيس التشادي إدريس ديبي بالتورط في هجوم شنه متمردو دارفور على العاصمة السودانية في 11 ماي من العام الماضي. ويتبادل البلدان الاتهامات منذ فترة طويلة بدعم المسلحين وهجمات المتمردين داخل أراضي كل منهما. وفي واشنطن حث المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود جميع الأطراف في صراع دارفور على الانضمام إلى محادثات الدوحة والتوقف عن أعمال العنف في غرب السودان. ومن ناحية أخرى انتقدت جماعة متمردة في إقليم دارفور بغرب السودان تقريرا للأمم المتحدة قال إن العنف في الإقليم تراجع ليصبح "صراعا أقل حدة". وكان مبعوث الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي إلى دارفور رودولف أدادا أبلغ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين أن ما بين 130 و150 شخصا يلقون حتفهم شهريا بسبب العنف في دارفور مقارنة مع عشرات الآلاف كانوا يقتلون في عامي 2003 و2004.