برمجت أمس محكمة جنايات العاصمة واحدا من أكبر ملفات الإرهاب الذي أثار جدلا واسعا في الفترة الأخيرة، ويتعلّق الأمر بملف الذراع الأيمن للبارا كمال جرمان المكنّى "سفيان أبو عبد الجليل"، وهذا لتمسّك هذا الأخير بحضور البارا المتواجد حاليا في سجن "سركاجي" شخصيا جلسة المحاكمة باعتباره الرّأس المدبّر لجميع الجرائم المرتكبة بداية من اختطاف السُيّاح الألمان، وهو الملف الذي أثار الرّأي العام الدولي للمفاوضات التي أجرتها ألمانيا مع عمّاري صايفي أمير منطقة الصحراء لإطلاق سراح المختطفين مقابل فدية قدّرت ب 05 ملايين أورو وجّهت لتسليح الجماعات الإرهابية النّاشطة بالجزائر، إلى جانب التخطيط لاغتيال عدد من العسكريين في حواجز مزيّفة واستهداف عدد من المؤسسات الأجنبية في الصحراء واغتيال إطاراتها وسرقة بعض تجهيزاتها. وحسب الملف القضائي للذراع الأيمن للبارا جرمان كمال المكنّى "بلال أبو عبد الجليل"، فقد اِلتحق بمعاقل الجماعات الإرهابية سنة 1993 وبقي ينشط إلى غاية سنة 2004، أين ألقي عليه القبض من طرف السلطات التشادية التي سلّمته لنظيرتها الليبية، وبدورها للسلطات الجزائرية، والذي يقبع في المؤسسة العقابية منذ تلك الفترة بعدما رفض محاكمته دون البارا في العديد من المرّات. وقد اِلتحق المتّهم بالتنظيم الإرهابي بمنطقة أمّ البواقي، حيث اِلتحق بالمجموعة التي كان يقودها "الحاج لخضر فواز" وكانوا مسلّحين ببنادق صيد ويقومون بجمع الأموال والأسلحة من السكان رفقة العناصر الأخرى الإرهابية، إضافة إلى أنهم أحرقوا مدرسة بعين الكرشة ومقرّ بلدية بوغرارة، وخلال سنة 1994 قام رفقة إرهابيين تحت نفس التنظيم الإرهابي بقيادة الشيخ مسلم على مستوى مدينة عين البيضاء بإقامة حاجز مزيّف وقتل أشخاص دون التأكّد من هويتهم، وأن الضحايا يبدو أنهم عسكريون، كما قام بالقبض على شرطيين من الأمن الوطني، وأنه بقي طيلة نفس الوتيرة في نشاطه الإرهابي إلى غاية 1997 أين اِلتحق مع بعض العناصر الإرهابية بمدينة تبسة بكتيبة "الفتح" الإرهابية التي كان يقودها الإرهابي جمال زيتوني وأبو بصير المولدي الأوّل أمير وطني والثاني للمنطقة· كما اعترف المتّهم بأنه نهاية سنة 1997 تنقّل مع بعض العناصر إلى منطقة الدوكان بتبسة وهم مسلّحين أين اِلتحقوا بكتيبة "الفتح"، وأنه طلب تحويله من كتيبة "فواز" إلى "الفتح" لعدم موافقته على تعيين حيدر، وخلال فترة انشقاق الجماعات الإرهابية التي كانت تنشط بالجبل الأبيض شارك في سلب 30 رأس ماشية وقتل الرّاعي. وفي نهاية 1998 انعقد اجتماع تاغدة بباتنة بهدف إنشاء التنظيم الإرهابي المسمّى الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتنصيب أميرها درودكال وعكاشة البارا كضابط عسكري وأبو البراء ضابط أيضا والإرهابي حسان حطّاب الأمير الوطني، مضيفا أنه وإثر اجتماع 1999 تقرّر إدماج كتيبة "الفتح" ضمن التنظيم السلفية للدعوة والقتال وعيّن حسان حطاب على رأس التنظيم، وفي نفس الفترة انضمّ البارا إلى الكتيبة. وأضاف المتّهم في اعترافه أنه شارك في تلك الفترة في نصب عدّة كمائن كان أوّلها في تبسة حيث تمّ اغتيال 7 أفراد من الجيش الشعبي الوطني، والثاني بجبل الجرف وتمّ اغتيال عناصر من الدفاع الذاتي والاستحواذ على أسلحتهم ومدّخراتهم، والثالث ببئر العاتر وتمّ اغتيال 11 فردا من الحرس البلدي، كما شارك في اختطاف سياح من جنسيات ألمانية وسويسرية بالصحراء الجزائرية تحت إمارة عمّاري صايفي المعروف بالبارا·