أرجأت محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة، أمس، النظر في قضية جرمان كمال المكنى “أبو بلال”، الذراع الأيمن لعبد الرزاق صايفي المدعو “البارا”، الرقم الثاني سابقا في الجماعة السلفية للدعوة والقتال، لغيابه عن جلسة المحاكمة، وقررت هيئة المحكمة النظر في ملف “أبو بلال” أحد الفاعلين الرئيسيين في عملية اختطاف السياح ال32 الألمان من صحراء الجزائر، إلى حين تحويله من السجن الموجود به، ليمتثل بجنايات العاصمة خلال الدورة الجنائية القادمة. وسبق لقضاء العاصمة كما أشارت إليه “الفجر” في أعدادها السابقة، تأجيل قضية الحال عدة مرات لتمسك “أبو بلال” بضرورة إحضار “عبد الرزاق البارا” للإدلاء بأقواله أمام هيئة المحكمة، وامتنع المتهم عن التصريح والإجابة عن أسئلة واستفسارات هذه الأخيرة وتمسك بمطلبه سالف الذكر. والتحق جرمان كمال المولود في 1965 بالعمل المسلح بالجزائر خلال فترة التسعينيات بشرق البلاد، تحت لواء تنظيمات إرهابية كان يقودها كل من “جمال زيتوني” و”حسان حطاب”، وهذا قبل أن يقرر النشاط في صحراء الجزائر بقيادة عماري صايفي المدعو “عبد الرزاق البارا” المظلي السابق بالقوات الخاصة للجيش، الذي فرّ من الخدمة في 1991 والتحق بالجماعات الإسلامية المسلحة في 1993 (المنطقة الخامسة)، وساهم “أبو بلال” في عمليات إرهابية مع باقي أفراد مجموعة “البارا” استهدفت كما أفاد أثناء التحقيق معه عدة شركات أجنبية متمركزة هناك، للاستيلاء على أموالها اعتمادا على كمائن كانوا ينصبونها للعمال. وكشف ذات المتهم بأن “البارا” الرقم الثاني السابق في الجماعة السلفية للدعوة والقتال قد تلقى فدية من طرف الحكومة الألمانية، تقدر كما أشارت تقارير غربية ب5 مليون أورو، مقابل إطلاق سراح 32 سائحا كان اختطفهم قبلها، واستغل “البارا” هذا المبلغ في شراء الأسلحة ومعدات جديدة. والتقى جرمان كمال، حسب ملفه القضائي، بمبعوث تنظيم القاعدة الأمير اليمني الجنسية، وذلك قبل اختطاف ال32 سائحا أجنبيا من صحراء الجزائر، وتطرق الطرفان إلى عدة مسائل تخصها.