في إطار المحاولات الأمريكية المستمرة لإجهاض أي خطوة من شأنها الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية، هدد الكونغرس بوقف أي مساعدات تقدمها الولاياتالمتحدة للمنظمات التابعة للأمم المتحدة حال اعترافها بدولة فلسطينية. وتعتزم النائبة الجمهورية في مجلس النواب بالكونغرس، إيلينا روز ليتينن، التي تترأس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس وتتمتع بنفوذ قوي فيه، تقديم مشروع قانون قريبا من شأنه وقف الولاياتالمتحدة أى مساهمات مالية لأي من وكالات الأممالمتحدة إذا اعترفت المنظمة الأممية بدولة فلسطينية، وهو الاعتراف الذي سيترتب عنه تحسين وضع بعثة المراقبة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في الأممالمتحدة. ومن المقرر أن يتضمن النص المتعلق بالفلسطينيين - طبقا لما صرح به مكتب النائبة- السعي لدعم السياسة الأمريكية المعارضة للجهود التى تبذلها القيادة الفلسطينية للحصول على اعتراف من الأممالمتحدة بدولة فلسطينية. ولجعل هذه السياسة فعالة، فإن التشريع سيطلب من الولاياتالمتحدة التوقف عن تقديم أي معونات مالية لأي جهاز من أجهزة الأم المتحدة يعترف بالدولة الفلسطينية، سواء عن طريق إجازة الأممالمتحدة قانونًا بهذا الخصوص، أو عن طريق قبول عضوية فلسطين في المنظمات التابعة للأمم المتحدة، بحسب المصدر ذاته. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أعلن أنه اتفق مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، خلال الزيارة التي قامت بها الأخيرة إلى واشنطن -وسط حفاوة رسمية- على ضرورة تجنب أي جهود فلسطينية تسعى لاعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية. ويعتزم رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، التوجه إلى الأممالمتحدة في سبتمبر القادم للحصول على اعتراف بإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد في ظل الرفض الإسرائيلي بها، على الرغم من أن الولاياتالمتحدة ستستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد أي قرار من هذا النوع. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، الأربعاء الماضي، إنه أبلغ المسئولين الأمريكيين الذين التقاهم في واشنطن بأن خيار طلب عضوية دولة فلسطين في الأممالمتحدة هو "خيار جدي"، بينما أبلغته الولاياتالمتحدة رسميا أنها ستعارض أي توجه فلسطيني للأمم المتحدة من أجل هذا الأمر. ومن جانبها زعمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "قياديين فلسطينيين بينهم رئيس الوزراء، سلام فياض، يتخوفون من نتائج المسعى الفلسطيني للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة، وخصوصا من تردي العلاقات مع الولاياتالمتحدة والكونغرس وحدوث تصعيد أمني بالضفة الغربية.