سمعنا قبلا بتك السرقات، وعمليات السطو المنظمة التي تحدث على الطرقات السريعة، والتي يكون ضحيتها عادة سائقون، يتم رميهم بالحجارة، حتى إذا ما توقفوا بسياراتهم تعرضوا لهجوم من هؤلاء اللصوص، ولكن هذه الظاهرة انتقلت حتى إلى طرق المدينة، التي تحوّلت هي الأخرى إلى ميدان احتّله هؤلاء اللصوص· مصطفى مهدي الظاهرة التي قضت مضجع سكان بلدية تقصراين، والتي اشتكوا لنا منها، ومن العصابات التي تنتشر في الطريق المسماة طريق "تقصراين" وتحديدا في المنعرج المؤدي إلى مستشفى قاصدي مرباح، حيث يتربص اللصوص، وبداية من الساعة الثامنة مساء الأشخاص المارين بسياراتهم، حيث ينثرون على الطريق أحجارا تجعل هؤلاء السائقين يتوقفون لإزاحتها فلا يكون من هؤلاء اللصوص إلاّ أن ينقضوا على الضحية، ويكونون عادة مرفقين بكلاب "البيتبول" التي تنهش لحم الضحية، حتى وإن استسلم لهؤلاء اللصوص، وإن لم يبدِ مقاومة، وهو ما وقع لبشير منذ قرابة الشهر، والذي كان مارا بسيارته، ورغم أنه يعلم أن الطريق خطيرة، وما يمكن أن يفعله بعض اللصوص، إلاّ أنّ ذلك لم يجنبه الوقوع في قبضتهم، حيث رأى بعض الأحجار المرمية على الأرض، فلم يتوقف، وحاول العودة إلى الوراء، ولكن، ولأنّ الطريق ضيقة، فقد انحرفت سيارته لتقع العجلة في حفرة جعلت السيارة تتوقف، وحاول أن يسرع ولكن دون جدوى، السيارة بقت في مكانها، خاصة وأن هؤلاء اللصوص كانوا قد خرجوا من الأحراش الموجودة على طرفي الطريق، على اليمين وعلى اليسار، يقول: "جاءني شخصان على اليمين، وآخران على اليسار، فلم أحاول المقاومة، خاصة وأنهم كان لديهم كلاب "البيتبول" التي أدركت أنها لن تتركني حيّا إن أنا حاولت المقاومة"· ولكن اللصوص لم يتركوا بشير لشأنه حتى وهو يسلم لهم مفاتيح السيارة، فقد طعنه أحدهم بالسكين وهرب أربعتهم بالسيارة"· هذه الحادثة التي وقعت من شهر، لم تجعل السلطات تتحرك، عدا قوات الأمن، التي يقول بشير إنه وضع شكوى عندها، ولكنه يقول: "يبدو أن هؤلاء اللصوص قد باعوا سيارتي كقطع غيار، وهو الأمر الذي يجعل مهمة القبض على الفاعلين مستحيلة، أو شبه مستحيلة"· لكن نفس الحادثة وقعت لسليمان، والذي يسكن في القبة، وكان متجها إلى درارية، فاختار تلك الطريق، حتى يتفادى الازدحام، ولكنه فوجئ ببعض اللصوص يعترضون طريقه، بعدما وضعوا نصف شجرة كاملة على الطريق، فتوقف، ولم يكن يعلم بما يحدث فيها، فما كان من اللصوص إلاّ أن خرجوا في الظلام، يقول سليمان: "كانوا يحملون معهم السكاكين والعصي كما لو كانوا في حرب، الأمر الذي جعلني أفكر في الهروب، ولكن الوقت كان قد تأخر فسرقوا مني السيارة، ولكن ولحسن الحظ لم يؤذوني، وكانوا قادرين على أن يفعلوا، خاصة وأنهم كانوا تحت تأثير المخدرات"· طريق تقصراين ليست الوحيدة التي يستغلها بعض اللصوص في تلك العمليات، بل حتى الطريق من بني مسوس إلى سيدي يوسف، التي تسمى ب"الكاف" حوَّلها البعض إلى مكان يسطون فيه على السيارات وسائقيها، مثل جريمة القتل التي وقعت قبل شهرين فيها، والتي رجحت مرور الضحية بسيارته، وتعرضه لاعتداء من طرف هؤلاء اللصوص، ويكون قد أبدى مقاومة، ولكن بدون جدوى، ولكن، ورغم أن تلك الطرقات صارت معروفة بتلك الحوادث، إلاّ أنّ السلطات المعنية بقت مكتوفة الأيدي أمامها، ما جعل السكان يتساءلون عن سبب ذلك الصمت، وعدم اتخاذ إجراءات تمنع مثل تلك الحوادث·