في وقت تراجعت فيه سرقة السيارات، طفت على السطح ظاهرة أخرى، وهي سرقة علامات السيارات، وهو الأمر الذي يقع في كثير من المواقف العمومية، وفي الشوارع خاصة تلك التي لا تكون محروسة، ولعلّ صاحب السيارة يحسب من الوهلة الأولى أنّ الأمر يتعلق بلعب أطفال، ولكن الأمر أخطر من ذلك بكثير. مصطفى مهدي من منا لم يشاهد يوما سيارة قد تكون فاخرة، ولكن بدون علامة، قد يحتار، وقد يحسب أنها تعرضت لحادث مرور، وان صاحبها لم يشتر لها علامة جديدة، ولكن الأمر قد لا يكون ذلك، بل قد تكون تلك العلامة سرقت منه، عندما ركنها في موقف عمومي، او في شارع لا يكون محروسا، فقامت عصابات، ولا نقول أفرادا، بالاستيلاء عليها، ونهايتها معرفة إما أن يبيعوها لبائعي قطاع الغيار، وإما أن يبيعوها للأفراد، على غرار هؤلاء الذين يفقدون العلامة الخاصة بسياراتهم، فيلجئون إلى سرقة باقي سيارات الحي، ولقد وقفنا على الظاهرة، وكانت البداية من توفيق، وهو ميكانيكي صديق لنا شرح لنا الأمر قائلا: "سرقة تلك العلامات ظاهرة منتشرة، خاصة بالنسبة للعلامات الفاخرة، مثل المرسيدس، وذلك بحسب حجمها وشكلها، والمادة المصنوعة منها". وعن طرق بيعها يقول: "ليس الأمر بالصعب، وحتى الميكانيكيون يشترونها دون السؤال عن مصدرها، لكي يبيعوها للأفراد بالسعر الذي يريدون هم، في السابق كانت سرقة الزجاج، وفوانيس الإضاءة، و"الجانتات" هي الرائجة، ولكن اليوم، ولان تلك العلامات تطورت، وصارت لها أشكال وأحجام مختلفة، ويزداد الإقبال عليها، لذلك كله صارت مطمعا لبعض اللصوص، بعضهم منظم في جماعات". حسين واد من بين الأشخاص الذين تعرضوا لسرقة علامة سيارته يقول: "لم اصدق نفسي عندما ذهبت إلى سيارتي بعد يوم من العمل، ولم أجد علامة السيارة، فوجئت، ثم أدركت انه تمت سرقتي، ولقد تشوهت السيارة باختفاء العلامة، وبالخدوش التي تركها اللصوص عليها، وهو أمر محير وجبت معاقبة المذنبين". إسماعيل من جهته تعرض للسرقة مرتين، يقول: "بعد أن تعرضت للسرقة في مناسبتين، قررت أخذ احتياطاتي، وذلك بأن ألصقت العلامة التي اشتريتها في المرة الثانية ألصقتها ب"الايبوكسي" ولكن اللصوص قاموا بخدش العلامة والسيارة عندما لم يستطيعوا سرقتها، وهو أمر غريب، ويثير الأسف فعلا". حميد ، بائع قطع غيار يقول: "بعد أن ندرت المنتوجات الصينية، صارت تلك العلامات ذات قيمة، خاصة وان الوكلاء الرسميين للسيارات لا يجلبون منها الكثير، وهو برأيي أمرٌ يضرُّ بالمؤسسة بالدرجة الأولى، لأن العلامة هي أول شيء نراه على السيارة، وان اختفت تلك العلامة، فلا يعود للمؤسسة وجود، او تقريباً هكذا، ولهذا بات من الضروري أن نفكر في إيجاد حل مناسب" وعن سعر تلك العلامات يقول: "علامة المرسيدس قد تصل إلى 3000 دينار، وهو الأمر الذي يحفز اللصوص على سرقتها، خاصة مع ندرتها فشي الأسواق". مواطنون كثيرون اشتكوا من الظاهرة، وتقابلها ظاهرة أخرى هي وضع تلك العلامات على الدراجات النارية، إذ أنّ الكثير من أصحاب الدراجات النارية يضعونها لتجميل دراجاتهم، وعادة ما يسرقونها من سيارات الحي، او يشترونها من أشخاص سرقوها، فتوضع في أشياء تافهة، مقابل تعريض سيارة الغير إلى التلف وتشوهها.