التوتر يتصاعد بين الصينوأمريكا فتيل كورونا يُشعل صدام أكبر قوى العالم مع تزايد تفشي الوباء في أمريكا، تصاعد التوتر بشكل غير مسبوق بين الولاياتالمتحدةوالصين على خلفية ما تعتبره واشنطن إخفاء من بكين للمعلومات المتعلقة بنشأة الفيروس وبداياته الأولى. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الصين كان بوسعها وقف تفشي فيروس كورونا قبل أن يجتاح العالم. وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي أن هناك الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها تحميلهم المسؤولية. وتابع "نجري تحقيقات جادة للغاية، وكما تعلمون لسنا راضين عن الصين ولا عن الوضع برمته، لأننا نعتقد أنه كان بالإمكان وقف الفيروس من المنشأ.. كان بالإمكان وقفه بسرعة، وما كان لينتشر في جميع أنحاء العالم..نعتقد أن هذا ما كان ينبغي أن يحصل". كما اتهم المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو الصين بإرسال أجهزة رديئة للكشف عن فيروس كورونا إلى الولاياتالمتحدة. وقال نافارو إن الكثير من هذه الأجهزة جودته متدنية وتسجل بيانات خاطئة، متهما بكين بالتربح من الجائحة، ومؤكدا أن إدارة الرئيس ترامب لن تترك الصين تحقق أرباحا مما سماها الاختبارات الزائفة وغير الحقيقية، لما سيسببه ذلك من مشكلات كبيرة. كما اتهم بكين بأنها أخفت أمر انتشار فيروس كورونا على مدى ستة أسابيع. من جانبها، قالت الصين إن المسؤولين الأمريكيين يروجون لأكاذيب مكشوفة بشأن فيروس كورونا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غانغ شوانغ إن لدى السياسيين الأمريكيين هدفا واحدا هو التهرب من مسؤوليتهم عن إجراءات الوقاية الرديئة في الولاياتالمتحدة، وصرفُ أنظار العامة عن هذا الأمر، على حد تعبيره. *هذا ما تعتقده الاستخبارات الأمريكية قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن الاستخبارات الأمريكية نفت أن يكون فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) سلاحا بيولوجيا صنع في مختبر صيني، ولكنها أشارت إلى وجود رأي مختلف داخل أجهزة الاستخبارات. وأضافت المجلة أن تقريرا مؤرخا في 27 مارس الماضي جاء فيه أن الاستخبارات الأمريكية لم تستطع أن تجزم بأن الفيروس صنع عمدا في المختبرات الصينية. وأشارت المجلة إلى أنها أجرت مقابلات مع عدد من العلماء الذين رفضوا جميعا فرضية أن يكون الفيروس أطلق عمدا. وأبلغ متحدث باسم الاستخبارات الأمريكية المجلة أن أجهزة الاستخبارات لم تُجمع على نظرية واحدة حول انتشار الفيروس. وكانت وسائل إعلام أمريكية ادعت مؤخرا أن الفيروس تسرب من مختبر في مدينة ووهان الصينية حيث ظهر الفيروس لأول مرة، بينما هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكين متهما إياها بالمسؤولية عن انتشار الوباء بسبب طريقة تعاملها معه. كما رفعت ولاية ميزوري الأمريكية دعوى قضائية ضد الحكومة الصينية والحزب الشيوعي الصيني بتهمة إخفاء المعلومات وعدم فعل ما يكفي لمنع تفشي الفيروس. وفي السياق، قالت الحكومة الأسترالية الأربعاء الماضي إن رئيس الوزراء سكوت موريسون طلب الدعم لفتح تحقيق دولي بشأن هذه الجائحة، في اتصالات هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأثار مسعى أستراليا لبدء مراجعة مستقلة بشأن منشأ الفيروس وتفشيه واستجابة منظمة الصحة له، انتقادات حادة من الصين التي اتهمت حينها بكين المشرعين الأستراليين بتلقي التوجيهات من الولاياتالمتحدة. وكان أول ظهور للفيروس في ديسمبر 2019 بمدينة ووهان عاصمة مقاطعة هوبي الصينية، وسرعان ما انتشر إلى سائر أنحاء العالم. *بكين: الأمريكيون «يكذبون حتى النّخاع» من جهتها، اتهمت وزارة الخارجية الصينية، الولاياتالمتحدة « بالكذب حتى النخاع»، وأقترحت على واشنطن أن تهتم بشؤونها الخاصة مع تصاعد حرب الكلمات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. وقال المتحدث جينغ شوانغ :» ننصح السياسيين الأمريكيين بالتفكير في مشاكلهم الخاصة، وبذل قصارى الجهد للسيطرة على وباء كورونا في أقرب وقت ممكن بدلاً من الاستمرار في لعبة الخداع واللوم».