جميل جدّا أن يصل الأمر بمدرّبين من العيار الثقيل إلى الاهتمام بالفوز بمنصب تدريب المنتخب الوطني، لكن ليس من السّهل على مدرّب بحجم كليسمان أو دونغا أو خليلوزيتش وغيرهم عرض خدماتهم على هيئة "الفاف" للتنافس على تدريب التشكيلة الوطنية، ممّا يوجب على روراوة وأعضاء طاقمه الفيدرالي الاعتراف بالحقيقة وعدم الوقوع في نفس الأخطاء التي ثمنها خروج "الخضر" من سباق التأهّل إلى الدورة النّهائية لكأس أمم إفريقيا المقبلة بنسبة كبيرة جدّا· طبعا، ترشّح مدرّبين من الطراز الرّفيع يعدّ بمثابة تأكيد على أن المنتخب الوطني كسب سمعة عالمية، لكن هذا لا يعني أننا في الطريق الصحيح، بالعكس من الصّعب جدّا إيجاد الدواء الذي يشفي المرض الخطير الذي أصاب كرتنا منذ مدّة طويلة بسبب تواجد أناس في مناصب حسّاسة جدّا ليست لهم أيّ علاقة بالتسيير الكروي، والأكثر من ذلك عكس ما يدّعون فإنهم لا يحبّون هذا الوطن العزيز بنيّة خالصة وإنما يتفنّنون في كسب مودّة أعلى السلطات لبلوغ مآربهم الشخصية بطريقة غير حضارية· وبالتالي، يمكن القول إن مشكلة المنتخب الوطني لا تكمن بالدرجة الأولى في التأطير الفنّي، بل في السياسة المنتهجة من قبل هيئة روراوة بدليل أن المحيط الكروي أصبح مملوء بأشخاص معروفين لدى العام والخاص بأنهم "انتهازيون" ألف في الساعة وكلّ ما يهمّهم هو البقاء في الواجهة، ممّا انعكس سلبا على مستقبل المنتخب الوطني بصفة خاصّة والكرة الجزائرية بصفة عامّة·