الاتحاد الإفريقي يحذر: مفاوضات سد النهضة في مرحلة حرجة حثت جنوب إفريقيا رئيس الاتحاد الإفريقي الوسيط الحالي في نزاع طويل الأمد بين مصر والسودان وإثيوبيا على سد النهضة على النيل الأزرق على استمرار المحادثات رغم تهديدات بالتعليق والانسحاب في وقت قالت وزارة الري والموارد المائية المصرية إنها خاطبت جنوب إفريقيا وتضمن تأكيد رفض مصر الملء الأحادي الذي قامت به أثيوبيا في 22 جويلية الماضي. وكانت مصر والسودان طلبتا تعليق اجتماعات سد النهضة لإجراء مشاورات داخلية بشأن الخطاب الإثيوبي الذي خالف ما تم الاتفاق عليه حيث اقترحت أثيوبيا ان يكون الاتفاق متعلق بالملء الأول لسد النهضة وأن يؤجل الاتفاق المتعلق بتشغيل السد لحين التوصل لاتفاق كامل بشأن النيل الأزرق. وقالت جنوب إفريقيا في بيان بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي كوسيط إن المفاوضات في مرحلة حرجة وإنها تشجع الأطراف على الاستمرار في المشاركة. وقال وزير العلاقات الدولية في جنوب إفريقيا ناليدي باندور نود أن نحثهم على الاستمرار في الاسترشاد بروح التضامن والأخوة لعموم إفريقيا التي ميزت عملية المفاوضات التي يقودها الاتحاد الإفريقي بشأن سد النهضة. وتابع: من المهم أن يبدي الطرفان تفهما لمصالح بعضهما البعض من أجل دفع العملية إلى الأمام. وزارة الري والموارد المائية المصرية أعلنت أنها أرسلت خطابا إلى دولة جنوب إفريقيا بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي تضمن تأكيد رفض مصر الملء الأحادي الذي قامت به أثيوبيا في 22 جويلية الماضي إضافة إلى رفض مقترح أديس أبابا للتوصل إلى معاهدة بشأن مياه النيل الأزرق بدل التوصل إلى اتفاق شامل حول ملء وتشغيل سد النهضة. وقالت وزارة الموارد المائية والري المصرية إنها وجهت الرسالة إلى جنوب إفريقيا بصفتها رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي وأكدت فيها تمسكها بتوقيع اتفاق ملزم حول سد النهضة الإثيوبي ورفضها ما جاء في خطاب وزير المياه الإثيوبي الأخير. وأوضحت أن هذا الخطاب تضمن مقترحا مخالفا للتوجيه الصادر عن قمة هيئة مكتب الاتحاد الإفريقي في 21 جويلية الماضي الذي أكد ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا وليس مجرد إرشادات وقواعد حول ملء سد النهضة. وتابعت وزارة الري أنه قبل موعد عقد الاجتماع مباشرة قام وزير المياه الإثيوبي بتوجيه خطاب لنظرائه فى كل من مصر والسودان مرفقا به مسودة خطوط إرشادية وقواعد ملء سد النهضة لا تتضمن اي قواعد للتشغيل ولا أي عناصر تعكس الإلزامية القانونية للاتفاق فضلا عن عدم وجود آلية قانونية لفض النزاعات . كان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أعلن في 21 جويلية الماضي أن أديس أبابا استطاعت إنجاز ملء المرحلة الأولى لخزان سد النهضة في موسم الأمطار بالتزامن مع عقد قمة إفريقية مُصغرة بين مصر وأثيوبيا والسودان بهدف التوصل إلى اتفاق يتعلق بالملء الأولي والتشغيل السنوي للسد. ودخلت مصر والسودان وأثيوبيا في جولات من مفاوضات شاقة لمدة 9 سنوات بشأن سد النهضة باءت جميعها بالفشل في الوصول لاتفاق يرضي الأطراف الثلاثة. وبدأت أثيوبيا بتشييد سد النهضة في عام 2011 بكلفة وصلت إلى 4 مليارات دولار وقالت أديس أبابا إنها تدرس البدء في ملء السد هذا الصيف على الرغم من أن أعمال التشييد لم تكتمل بعد إذ يتوقع أن تنتهي في 2022 في وقت تتخوف مصر من تأثر حصتها من مياه نهر النيل التي تبلغ 55 مليار متر مكعب.