الرئيس تبون يؤكد الوقوف بالمرصاد في وجه محاولات إثارة الغضب الشعبي: عهد العصابة لن يعود.. لا رجعة في استعادة كل حقوق الشعب لن نتردد في محاسبة المتقاعسين * هناك قوى تعمل ضد استقرار الجزائر * أبقينا الوضع الصحي تحت السيطرة س. إبراهيم شدّد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمس الأربعاء على أن عهد العصابة لن يعود مؤكدا وقوف الدولة بالمرصاد في وجه محاولات إثارة الغضب الشعبي عبر احتجاجات مدبرة ترمي إلى ضرب الاستقرار الوطني في إطار أجندة قوى معروفة تستهدف البلاد وقال إن هناك قوى تعمل ضد استقرار الجزائر وتوعد المتقاعسين بالنحاسبة مشيرا إلى أنه لا رجعة في مسعى إعادة الاستقرار للبلاد واستعادة كل حقوق الشعب والقضاء على المال الفاسد وما تبقى من العصابة . وفي كلمة له خلال إشرافه على الاجتماع الثاني للحكومة بالولاة أشار الرئيس تبون إلى ضرورة وأهمية التمسك بآلية الحوار والتشاور التي تعد ضمانة لتوطيد الأمن والاستقرار وإبعاد شبح التوتر الاجتماعي الذي يدعو اليه بعض من يريدون زعزعة الاستقرار الوطني والدخول في أجندة قوى معروفة . وجدد رئيس الجمهورية تذكيره بكون الجزائر مستهدفة من قبل هذه القوى التي تعمل على إثارة غضب المواطن الذي أضحى بفعل الهوة التي تم خلقها بينه وبين دولته فريسة سهلة لهؤلاء المشبوهين وأموالهم الفاسدة . الحوادث الأخيرة مشبوهة وتوقف الرئيس في هذا الصدد عند الحوادث الأخيرة المشبوهة التي تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة وعيد الأضحى والتي أكد على أنه سيتم الكشف عن ملابساتها ومعاقبة الجناة الذين يقفون وراءها . ومن بين هذه الحوادث نقص السيولة المالية على مستوى العديد من مكاتب البريد حيث كشفت التحريات المعمقة والمتواصلة قيام بعض الأطراف بسحب مبالغ طائلة في ظرف قصير على غرار قيام شخص بسحب 4 ملايير سنتيم في الوقت الذي لا يتجاوز دخله 10 بالمائة من المبلغ المسحوب. ولفت رئيس الجمهورية إلى وجود بعض الحركات الاحتجاجية المتنقلة التي يقف وراءها نفس الأطراف التي تشكك حتى في الواقع وهذا في إطار مؤامرة ترمي إلى زعزعة الاستقرار ليضيف في هذا السياق هناك أشخاص لا يخدمهم الاستقرار ولا يزال يحذوهم الأمل في الرجوع بقوة لكن هيهات فالشعب خرج للشارع وإرادته لا تقهر . وبعد أن أكد أن أغلبية المواطنين على وعي بأهمية المحافظة على الاستقرار أشار رئيس الجمهورية إلى أن من يتحرك اليوم هم أولئك الذين كانوا يلعبون بالملايير التي هربوها نحو الخارج ليشدد بالقول: نحن لهم بالمرصاد ومصرون على القضاء على المال الفاسد وبقايا العصابة . الكلمة الكاملة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون خلال لقاء الحكومة - الولاة وواصل رئيس الجمهورية مشيرا إلى أن الغاية من هذه الاحتجاجات المدبرة هي إثارة غضب الشعب قصد حرمانه من حقه في التغيير الجذري وعدم تمكين الكفاءات الوطنية المخلصة من فرصتها في تسيير دواليب الدولة بعقلية جديدة لا تتعايش مع سياسة الترقيع وذر الرماد في العيون . لا مناص من معركة التغيير الجذري وإزاء ذلك أكد الرئيس تبون على أن معركة التغيير الجذري التي لها منطقها وأدواتها ورجالاتها وتضحياتها لا مناص من مواصلة خوضها مهما كان الثمن ليوضح أنه لا سبيل إلى تحقيق ذلك إلا بالتمسك بمقاربة تشاركية تجمع بين الطموح الواقعية والرغبة الصادقة في التنفيذ التدريجي للابتعاد عن ممارسات الماضي البليد وإعطاء انطلاقة جديدة للبلد تعيد ثقة المواطن بنفسه وفي مؤسساته ووطنه . وخلص رئيس الجمهورية في هذا الشأن إلى التأكيد على أنه لا رجعة في مسعى إعادة الاستقرار للبلاد واستعادة كل حقوق الشعب والقضاء على المال الفاسد وما تبقى من العصابة . كما سجل إصراره على ضرورة تحلي الجميع بالإرادة في تحقيق ذلك خاصة مع اقتراب أول دخول اجتماعي بعد الانتخابات الرئاسية ل 12 ديسمبر الفارط داعيا المسؤولين إلى الإصغاء للمواطن وجمعيات المجتمع المدني من أجل تحقيق طلباته المشروعة التي نسعى لتلبيتها تدريجيا لأن تركة العشرين سنة الأخيرة لا يمكن حلها دفعة واحدة يقول الرئيس تبون. توقيف بعض المسؤولين المحليين مجرد بداية كما أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أن القرارات التي اتخذها مؤخرا بإنهاء مهام عدد من المسؤولين المحليين ما هي الا بداية في مسار محاسبة المتقاعسين في التكفل بانشغالات المواطنين ومشاكلهم في مناطق الظل. وقال رئيس الجمهورية: لقد اتخذت بعض القرارات الجزئية (...) في توقيف بعض المسؤولين المحليين وما هي الا بداية حيث سنحاسب كل من يتقاعس في حل مشاكل المواطنين . واستطرد الرئيس تبون قائلا: لا أفهم أنه في سنة 2020 وبعد الحراك المبارك وكل القرارات التي اتخذتها الدولة لتخفيف الوضع على المواطن في الحياة اليومية وجود مناظر بشعة كان يعرفها المواطن خلال السنوات الاخيرة (...) كنت اعتقد أن هذه التصرفات قد اختفت وهي - مثلما قال - أمور تشكل مواصلة للخطاب السلبي للعصابة .
تحريات لتحديد المسؤولين عن عرقلة صرف منح عمال قطاع الصحة ومحاسبتهم كما أعلن رئيس الجمهورية عن مباشرة تحريات لتحديد المسؤولين عن عرقلة صرف المنح التي تم إقرارها لصالح عمال قطاع الصحة ومحاسبتهم. وقال السيد تبون أن قرارات اتخذت خلال مجلس الوزراء لتشجيع عمال القطاع الصحة الذين أعطيناهم امتيازات منتقدا أسباب عدم تطبيق هذه القرارات وعدم صرف المنح المخصصة للأطقم الطبية لمدة ثلاثة أشهر متسائلا أين هم الولاة والمسؤولون . وحذر الرئيس تبون من قوات تعمل ضد استقرار البلاد بتواطؤ من أطراف من داخل الإدارة متوعدا ب محاسبة المسؤولين ومعلنا عن وجود تحريات لتحديد المسؤوليات. وأضاف السيد تبون أن الهدف من هذه التصرفات هو عرقلة مسار تنمية الدولة مؤكدا على ضرورة تطبيق القرارات فورا مشيرا إلى أن المسؤولين الذين يهابون تطبيق قرارات الدولة خوفا من المحاسبة القانونية عليهم أن يدركوا أنهم لن تتم محاسبتهم إذا طبقوا القرارات التي تكون في صالح المواطن بالرغم من أن ظروف العمل هي صعبة ولم يسبق لها مثيل في المسار المهني للكثير من المسؤولين . تبون يحيي جهود بعض الولاة في مكافحة تفشي كورونا من جهة أخرى حيى رئيس الجمهورية جهود بعض ولاة الجمهورية الذين أبلوا البلاء الحسن في الحد من تفشي الوباء(كوفيد-19) في ولاياتهم مؤكدا بالمقابل بأن مثل هذه الجهود لم يتم لمسها في ولايات أخرى. وقال الرئيس تبون بأن اجتماع الحكومة بالولاة فرصة لتحية جهود بعض الولاة الذين أبلوا البلاء الحسن في الحد من تفشي الوباء سيما بعد توسيع مجال صلاحياتهم في التعامل مع مضاعفات الوباء لكن مع الأسف لم نلمس في ولايات أخرى أثرا كبيرا لمثل هذه الجهود أو أحيانا حتى في العناية الكافية بشؤون المواطن ومحيطه وبيئته وإنجاز ما كان مطلوبا منهم في تحسين معيشة الملايين من المواطنين والمواطنات الذين ما زالوا يعيشون في مناطق الظل في زمن غير زمنهم كأنه قضاء وقدر محتوم . وتابع رئيس الجمهورية: بذلنا الجهد الاكبر خلال الستة اشهر الماضية للتصدي لعامل لم يكن في الحسبان وهو جائحة كورونا التي استطعنا والحمد لله - كما قال- إبقاءها تحت السيطرة بفضل علمائنا وأطبائنا وما يسمى بالجيش الابيض من اطباء وسلك شبه طبي وعمال الصحة . كما أكد الرئيس مخاطباً الولاة بأن التكفل بالانشغالات المحلية هو من مهامكم الاساسية في إطار بناء دولة الحق والقانون واحدثها استعجالا هو متابعة تطور الوضع الصحي ميدانيا يوميا ابتداء من السبت القادم حتى يتسنى لكم التدخل الفوري لمنع انتشار عدوى الجائحة ولو ادى الامر إلى اعادة فرض الحجر الصحي . وأضاف رئيس الدولة في هذا السياق قائلا: لا شك أننا بقدر ما نتحكم في الوضع الصحي في انتظار اقتناء اللقاح المناسب بقدر ما نوفر شروطا لتنفيذ الخطة الاضافية للانعاش الاقتصادي والاجتماعي . وذكر الرئيس تبون في هذا الشأن بقرارات المجلس الاعلى للأمن ومجلس الوزراء مؤخرا بالرفع الجزئي للحجر الذي كان ضروريا للاقتصاد الوطني ولنفسية المواطنين والسماح للعائلات بالاستجمام والتنزه في الغابات والشواطئ والذهاب إلى المساجد لكنه داعيا الولاة في ذات الوقت إلى اتخاذ الصلاحيات والقرارات اللازمة حسب حالات الاصابة بالفيروس المسجلة في كل ولاية. ولم يفوت الفرصة ليعرب رئيس الجمهورية عن تمنياته بالشفاء العاجل لأربعة ولاة أصيبوا بفيروس كورونا. ملخص تصريحات رئيس الجمهورية خلال القاء الحكومة-الولاة: * وقفة اليوم مع الولاة والحكومة هي وقفة تقييم وتقويم لمواصلة الجهود كي تستقيم الدولة وتبتعد عن المآسي التي صنعها أناس تمت تسميتهم عن جدارة بالعصابة. * لن نتردد في محاسبة المتقاعسين في خدمة المواطن. * ما اتخذته أمس من قرارات في حق بعض المسؤولين ما هو إلا بداية. * عليكم إيجاد الحلول اليوم وليس إجابات فقط عن المشاريع المتأخرة كالرقمنة ومشاريع تحسين الخدمة.. * ألح للمرة الألف على إدماج المجتمع المدني ومساعدته في تنظيم صفوفه لأنه الحليف الأول لاستقامة الدولة فوفروا له كل التسهيلات. * أبقينا الوضع الصحي تحت السيطرة بفضل الجيش الأبيض فشكرا لهم. * لم نلمس في عديد الولايات جهودا كافية للعناية بشؤون المواطن. * لم يعد مجال للكوميديا في تنفيذ المشاريع. * عرقلة المشاريع أصبحت تغرس في أذهان المواطنين أن خطاب العصابة لا يزال متواصلا وأن شيئا لم يتغير. * عرقلة المشاريع أضحت أحيانا إرادية. * الصراحة في معاينة المشاريع مطلوبة حتى لا تكون قراراتنا مبنية على الخطأ. * أين كنتم يا ولاة حينما قررنا الزيادات والإعانات للأطباء والمتضررين من الوباء فكثير منهم لم تصرف لهم منحهم. * هل نحن أمام ثورة مضادة ترفض عودة الأمور لنصابها في الجزائر؟! عندما نقرر أمرًا لصالح المواطن ينبغي تنفيذه فورا. * لا أحد سيحاسبكم على خدمة المواطن بل المحاسبة تكون عندما تضعون أموال الشعب في جيوبكم. * هناك قوى تعمل ضد استقرار البلد ماتزال تأمل في العودة من السجون. * هناك أموال تصرف في الخارج وأصحابها في السجون هنا فمن وزعها ومن أمر بتوزيعها في نظركم!؟ علينا قول الحقيقة للجزائريين وأننا لهم بالمرصاد فهذا منطق عجلة التاريخ الذي حكم بنهاية عهدهم. * هناك أزمة أخلاقية زادتها حدة المال الفاسد والرداءة في التسيير لكن معركة التغيير الجذري لها رجالها وأدواتها ومنطقها وتضحياتها كذلك ولن نتراجع مهما كلفنا الثمن. * المواطن أصبح فريسة سهلة للفاسدين فلا تتركوه يقع ضحية ذلك وهذه مسؤوليتكم بتحسين الخدمة العمومية. * بعض الحركات الاحتجاجية مدبرة لإثارة غضب الشارع وحرمان الناس من التغيير وتسيير الدولة بالذهنية الجديدة التي لا تتعايش مع الترقيع وذر الرماد في العيون. * الشعب خرج للشارع فإرادة الشعب من إرادة الله وإرادة الله لا تُقهر فعلى العصابة ألا تطمع في العودة. * رسالتي للبعض ألا تعملوا ضد بلدكم ولو عرضوا عليكم الأموال فسمعتكم مع أولادكم أهم مما تجنون وعلاقتكم مع ربكم أكبر شأنا. * أشكر كل من ساهم في إثراء مسودة الدستور التي سنضعها بين يدي الرأي العام بكل مقترحات المجتمع المدني والأحزاب والشخصيات الوطنية وأساتذة الجامعة. * أدعوكم من الآن أيها الولاة لتحضير أنفسكم للاستفتاء حول الدستور.