أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم، وقوف الدولة بالمرصاد في وجه محاولات إثارة الغضب الشعبي عبر احتجاجات مدبرة ترمي إلى ضرب الاستقرار الوطني في إطار أجندة قوى معروفة تستهدف البلاد.وفي كلمة له خلال إشرافه على الاجتماع الثاني للحكومة بالولاة، شدد الرئيس تبون على التمسك بآلية الحوار والتشاور التي تعد ضمانة لتوطيد الأمن والاستقرار وإبعاد شبح التوتر الاجتماعي الذي يدعو اليه بعض من يريدون زعزعة الاستقرار الوطني والدخول في أجندة قوى معروفة .وجدد رئيس الجمهورية تذكيره بكون الجزائر مستهدفة من قبل هذه القوى التي تعمل على إثارة غضب المواطن الذي أضحى بفعل الهوة التي تم خلقها بينه وباستقرار دولته، فريسة سهلة لهؤلاء المشبوهين وأموالهم الفاسدة .وتوقف في هذا الصدد عند الحوادث الأخيرة المشبوهة التي تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة وعيد الأضحى، والتي أكد على أنه سيتم الكشف عن ملابساتها ومعاقبة الجناة الذين يقفون وراءها . مؤامرة وراء نقص السيولة في مكاتب البريد ومن بين هذه الحوادث، نقص السيولة المالية على مستوى العديد من مكاتب البريد، حيث كشفت التحريات المعمقة والمتواصلة قيام بعض الأطراف بسحب مبالغ طائلة في ظرف قصير، على غرار قيام شخص بسحب 4 ملايير سنتيم في الوقت الذي لا يتجاوز دخله 10 بالمائة من المبلغ المسحوب.ولفت رئيس الجمهورية إلى وجود بعض الحركات الاحتجاجية المتنقلة التي يقف وراءها نفس الأطراف التي تشكك حتى في الواقع ، وهذا في إطار مؤامرة ترمي إلى زعزعة الاستقرار ، ليضيف في هذا السياق هناك أشخاص لا يخدمهم الاستقرار ولا يزال يحذوهم الأمل في الرجوع بقوة لكن هيهات، فالشعب خرج للشارع وإرادته لا تقهر .وبعد أن أكد أن أغلبية المواطنين على وعي بأهمية المحافظة على الاستقرار، أشار رئيس الجمهورية إلى أن من يتحرك اليوم هم أولئك الذين كانوا يلعبون بالملايير التي هربوها نحو الخارج ، ليشدد بالقول: نحن لهم بالمرصاد ومصرون على القضاء على المال الفاسد وبقايا العصابة.وواصل رئيس الجمهورية مشيرا إلى أن الغاية من هذه الاحتجاجات المدبرة هي إثارة غضب الشعب قصد حرمانه من حقه في التغيير الجذري وعدم تمكين الكفاءات الوطنية المخلصة من فرصتها في تسيير دواليب الدولة بعقلية جديدة لا تتعايش مع سياسة الترقيع وذر الرماد في العيون.وإزاء ذلك، أكد الرئيس تبون على أن معركة التغيير الجذري التي لها منطقها وأدواتها ورجالاتها وتضحياتها لا مناص من مواصلة خوضها مهما كان الثمن ، ليوضح أنه لا سبيل إلى تحقيق ذلك إلا بالتمسك بمقاربة تشاركية تجمع بين الطموح الواقعية والرغبة الصادقة في التنفيذ التدريجي للابتعاد عن ممارسات الماضي البليد وإعطاء انطلاقة جديدة للبلد تعيد ثقة المواطن بنفسه وفي مؤسساته ووطنه .وخلص رئيس الجمهورية في هذا الشأن إلى التأكيد على أنه لا رجعة في مسعى إعادة الاستقرار للبلاد واستعادة كل حقوق الشعب والقضاء على المال الفاسد وما تبقى من العصابة . كما سجل إصراره على ضرورة تحلي الجميع بالإرادة في تحقيق ذلك، خاصة مع اقتراب أول دخول اجتماعي بعد الانتخابات الرئاسية ل 12 ديسمبر الفارط داعيا المسؤولين إلى الإصغاء للمواطن وجمعيات المجتمع المدني من أجل تحقيق طلباته المشروعة التي نسعى لتلبيتها تدريجيا، لأن تركة العشرين سنة الأخيرة لا يمكن حلها دفعة واحدة ، يقول الرئيس تبون. لا مرحلة انتقالية في الجزائر فلا داعي للقلق أكد رئيس الجمهورية أن الطامعين في مرحلة انتقالية بالجزائر مخطئون وأن الشعب يميز بين المخلص من أبنائه والمتحايل عليه ، داعيا إلى الاستعداد لمرحلة الاستفتاء حول مشروع تعديل الدستور للفصل في مستقبل الوطن.وشدد الرئيس تبون أن الطامعين في مرحلة انتقالية بالجزائر والمخططين من وراء البحر ، هم مخطئون لأن القطار انطلق ولن يرجع إلى الوراء ، مضيفا أن الشعب الجزائري علمته التجارب كيف يميز بحسه الفطري بين المخلص من أبنائه والمتحايل عليه، ونحن جميعا في خدمته لتحقيق مطالبه المشروعة التي رفعها يوم 22 فيفري 2019 .وبهذا الصدد، دعا رئيس الجمهورية أعضاء الحكومة والولاة المجتمعين إلى الاستعداد لمرحلة الاستفتاء (حول مشروع تعديل الدستور)، من أجل توفير أفضل الظروف والشروط المادية والنفسية لتمكين المواطن من قول كلمته الفاصلة في مستقبل وطنه . وأعرب عن طموحه في إعداد دستور توافقي ، معلنا أن نصا سيتم نشره لاحقا، يتضمن اقتراحات جميع الأطراف، ليتم بعدها الأخذ باقتراحات الأغلبية ، لافتا إلى أنه بعد القيام بهذه العملية سيصبح تعديل الدستور مشروعا ، أما في الوقت الحالي فنحن في مرحلة جمع الاقتراحات . وفي سياق متصل، شدد تبون على التمسك بآلية الحوار والتشاور التي تعد ضمانة لتوطيد الأمن والاستقرار وإبعاد شبح التوتر الاجتماعي الذي يدعو اليه بعض من يريدون زعزعة الاستقرار الوطني والدخول في أجندة قوى معروفة . وجدد تذكيره بكون الجزائر مستهدفة من قبل هذه القوى التي تعمل على إثارة غضب المواطن الذي أضحى بفعل الهوة التي تم خلقها بينه وبين دولته، فريسة سهلة لهؤلاء المشبوهين وأموالهم الفاسدة .وتوقف في هذا الصدد عند الحوادث الأخيرة المشبوهة التي تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة وعيد الأضحى، والتي أكد على أنه سيتم الكشف عن ملابساتها ومعاقبة الجناة الذين يقفون وراءها . وبعد أن أكد أن أغلبية المواطنين على وعي بأهمية المحافظة على الاستقرار، أشار رئيس الجمهورية إلى أن من يتحرك اليوم هم أولئك الذين كانوا يلعبون بالملايير التي هربوها نحو الخارج ، ليشدد بالقول نحن لهم بالمرصاد ومصرون على القضاء على المال الفاسد وبقايا العصابة . وحذر تبون، في هذا الإطار، من تحركات قوى الجمود وانتقد عرقلة قرارات اتخذت خلال مجلس الوزراء لتشجيع عمال قطاع الصحة من خلال تعطيل عملية صرف المنح المخصصة لهم لأكثر من ثلاثة أشهر ، كما حذر من الذين يعملون ضد استقرار البلاد بتواطؤ من أطراف من داخل الإدارة ، متوعدا ب محاسبة المسؤولين . ومعلنا عن وجود تحريات لتحديد المسؤوليات. معاقبة كل متقاعس في التكفل بانشغالات المواطن وأعلن أيضا، أن القرارات التي اتخذها مؤخرا بإنهاء مهام عدد من المسؤولين المحليين ما هي الا بداية في مسار محاسبة المتقاعسين في التكفل بانشغالات المواطنين ومشاكلهم في مناطق الظل. واستطرد الرئيس تبون قائلا لا أفهم أنه في سنة 2020 وبعد الحراك المبارك وكل القرارات التي اتخذتها الدولة لتخفيف الوضع على المواطن في الحياة اليومية، وجود مناظر بشعة كان يعرفها المواطن خلال السنوات الاخيرة (...) كنت اعتقد أن هذه التصرفات قد اختفت وهي -مثلما قال- أمور تشكل مواصلة للخطاب السلبي للعصابة. واعتبر رئيس الجمهورية المجتمع المدني الحليف الأول لتحقيق استقامة الدولة، مشددا على ضرورة توفير كل الدعم والتسهيلات للمنظمات المدنية ومساعدتها على تنظيم صفوفها.وسجل لرئيس تبون إصراره على مرافقة منظمات المجتمع المدني، قائلا بهذا الخصوص: ألح للمرة الألف على إدماج المجتمع المدني ومساعدته في تنظيم صفوفه ، مؤكدا على أنه يعد الحليف الأول لاستقامة الدولة .كما توجه رئيس الجمهورية للولاة والمنتخبين المحليين الذين دعاهم إلى توفير كل التشجيعات والتسهيلات والمساعدات للجمعيات المدنية التي تريد تنظيم نفسها وخلق كل الهيئات على المستوى الوطني والولائي أو الجهوي.وكان الرئيس تبون قد أشاد مرارا بالدور المهم الذي يضطلع به المجتمع المدني في مواجهة المشاكل اليومية التي يعاني منها المواطنون، حيث قال ألح على المجتمع المدني لأنه نزيه وأنا ميال كثير للحركة الجمعوية التي تهتم بيوميات المواطنين .كما عبر في هذا الصدد عن فخره بوجود العديد من الشباب المتطوعين في شتى المجالات كمد يد العون للمرضى أو حماية البيئة، إلى غير ذلك.. تحريات للكشف عن معرقلي صرف منح عمال الصحة وأعلن رئيس الجمهورية عن مباشرة تحريات لتحديد المسؤولين عن عرقلة صرف المنح التي تم إقرارها لصالح عمال قطاع الصحة ومحاسبتهم.وقال تبون أن قرارات اتخذت خلال مجلس الوزراء لتشجيع عمال القطاع الصحة الذين أعطيناهم امتيازات ، منتقدا أسباب عدم تطبيق هذه القرارات وعدم صرف المنح المخصصة للأطقم الطبية لمدة ثلاثة أشهر ، متسائلا أين هم الولاة والمسؤولون .وحذر الرئيس تبون من قوات تعمل ضد استقرار البلاد بتواطؤ من أطراف من داخل الإدارة ، متوعدا ب محاسبة المسؤولين ومعلنا عن وجود تحريات لتحديد المسؤولية. وأضاف تبون أن الهدف من هذه التصرفات هو عرقلة مسار تنمية الدولة، مؤكدا على ضرورة تطبيق القرارات فورا ، مشيرا إلى أن المسؤولين الذين يهابون تطبيق قرارات الدولة خوفا من المحاسبة القانونية ، عليهم أن يدركوا أنهم لن تتم محاسبتهم إذا طبقوا القرارات التي تكون في صالح المواطن ، بالرغم من أن ظروف العمل هي صعبة ولم يسبق لها مثيل في المسار المهني للكثير من المسؤولين.