مشاهد الدماء تتكرّر عبر الأحياء جرائم شنيعة تهز الجزائر * حروب العصابات تتحدى سيف القانون تواصلت سيناريوهات الرعب ومشاهد الدماء للأسف عبر أحيائنا الشعبية يتزعمها شباب في عمر الزهور اختاروا لغة العنف والخناجر والتقتيل وعلى الرغم من تركيز الحكومة على محاربة الظاهرة تنفيذا للتوصيات الأخيرة التي أمر بها رئيس الجمهورية مشددا على ضرورة محاربة الظاهرة وتسليط أقصى العقوبات على الجناة إلا أن العديد من العصابات تتحدى سيف القانون وتواصل إجرامها دون أدنى خوف أو رحمة أو مسؤولية كانت آخرها الجريمة التي زلزلت حي باش جراح الشعبي والتي راح ضحيتها الشاب زكريا ليفر المتهم بارتكاب الجرم إلى عنابة ويذبح نفسه أمام الملأ. نسيمة خباجة يبدو أن نزعة التقتيل والعنف التي باتت مغروسة في نفوس بعض الشباب لم يعد يردعها رادع وكنا قد نشرنا قبل أيام قليلة مقالاً تحت عنوان: أحياء تحت رحمة السيوف والخناجر وتساءلنا: هل سينتهي كابوس حرب العصابات قريبا؟ لكن للأسف صدمتنا الإجابة بعد فترة وجيزة وعدنا إلى نقطة الصفر... بحيث مازالت أحياؤنا مرتعا خصبا لمشاهد الدماء والقتل والدموع والخوف والأطراف المبتورة وأضحى الخطر يهدد الأرواح في كل وقت وحين. جرائم مروعة لأسباب تافهة أصبحت العديد من أحيائنا ومدننا مرتبعا لجرائم مروعة أسبابها ودوافعها تافهة.. نزاع بسيط دار بين شابين حول نصب طاولة أمام المرفق التجاري الشهير بباش جراح المعروف ب بازار حمزة سرعان ما تحول إلى جريمة مروعة بحيث لقي الشاب العشريني مصرعه بطعنات خنجر أمام المركز التجاري حمزة في بلدية باش جراح بالجزائر العاصمة وحسب التفاصيل الضحية يدعى زكريا غ يبلغ من العمر 25 سنة ويقطن بحي لاقلاسيار بالعاصمة وحسب معلومات فان الجريمة حدتث بعد وقوع مناوشات بين الضحية العامل كبائع في أحد المحلات التجارية المحاذية للمركز التجاري حمزة والجاني وبعد احتدام النقاش قام الجاني بالترصد للضحية حيث وجه له طعنة سكين غادرة على مستوى القلب اردته قتيلا بعدها فر الجاني إلى ولاية عنابة واهتزت بعدها المواقع الاجتماعية بخبر ذبح شخص لنفسه أمام العامة كما تم تداول الفيديو الفظيع على نطاق واسع.. بعدها قامت مصالح الأمن بتحديد هوية الشاب الذي انتحر بذبح نفسه أمسية الأربعاء الفارط وسط ولاية عنابة التحقيقات كشفت أن الضحية يدعى محمد وهو شخص محل بحث من طرف مصالح الأمن بسبب الاشتباه في ارتكابه جريمة قتل راح ضحيتها الشاب زكريا أمام المركز التجاري ببلدية باش جراح. ويبدو أن سوق باش جراح تحول إلى نقطة موت بسبب انتشار الطاولات الفوضوية التي يصدر قرار بإلغائها في كل مرة إلا انها تعود بقوة ويمارس فيها بعض الشباب حرفة بيع الملابس النسائية والاغراض المنزلية وغيرها ويكثر الإقبال على السوق الذي تحول إلى نقطة خطر على التجار والمواطنين بسبب انتشار كل اشكال الانحراف بدليل العراكات والصراعات الروتينية التي وصلت إلى حد إزهاق الارواح بأبشع الطرق. بحيث قبل أشهر قلائل اهتز السوق على جريمة مماثلة واقدم شاب في العقد الثاني من العمر على قتل صديقه بعدما وجه له عدة طعنات كانت كافية لمفارقته الحياة غير أن مصالح الشرطة في باش جراح تمكنت وفور وقوع الجريمة من توقيف القاتل وتم اقتياده إلى مقر الأمن لتحرير محضر معه قبل تحويله إلى محكمة حسين داي وتبين من التحقيق أن الجاني مسبوق قضائيا في قضايا الضرب بالسلاح الأبيض وتبين ان الواقعة تعود لمشاكل عالقة بين الطرفين منذ فترة وكان قبل فترة وجيزة قد شهد السوق جريمة أخرى بحيث قام مجموعة شباب ببتر أصابع صديقهم في سوق باش جراح وقد عرفت المنطقة جوا من الحزن عقب وقوع الحادثتين في ظرف وجيز وعقب تكرر الجرائم في المنطقة قررت الجهات الأمنية تكثيف النشاط الأمني حيث تمت مضاعفة عدد عناصر الشرطة بالزي المدني والرسمي لمراقبة السوق اليومي الذي تحول إلى بؤرة من بؤر الانحراف في السنوات الاخيرة. سيناريو الدماء والتقتيل يتواصل تتواصل حرب العصابات التي يتزعمها شبان ومراهقون ويكون ديكورها الاسلحة البيضاء المتطايرة هنا وهناك من خناجر وسيوف وقضبان حديدية عبر الأحياء الشعبية وهي آفة خطيرة لا تحكمها حدود وزحفت إلى مختلف ولايات الوطن وتنتهي غالبا سيناريوهاتها المأساوية بإزهاق الأرواح أو بتر الاعضاء وتخلف عاهات مستديمة مما يعكس نزعة العنف والعدوانية التي باتت تطبع شبابنا وللأسف الأمر الذي يستلزم دق ناقوس الخطر حول الآفة الخطيرة التي تهدد الارواح عبر الاحياء وفي كل مكان. وقد شهد حي جديد ببئر توتة في العاصمة مؤخرا شجارا عنيفا بين مجموعة من الشبان استُخدمت فيه أخطر الاسلحة البيضاء وانتهى ببتر رجل احد المتخاصمين الذي يرقد في مصلحة الانعاش ونفس السيناريو بالحي الجديد باولاد فايت...الى عين المالحة... ثم إلى حي السبالة عراكات دامية يتزعمها شبان في عمر الزهور ساء بهم السبيل واختاروا طريق الانحراف وأشاعوا الرعب والعنف عبر الأحياء ويبدو أن الرغبة في الزعامة سبب رئيسي في حرب العصابات عبر الاحياء الجديدة التي تتزعمها الخناجر والسيوف والسواطير والسينيال والمولوتوف وعادة ما تندلع تلك الصراعات لاسباب تافهة وبسيطة ويعد المشكل الرئيسي إلى عدم التحضير النفسي للمرحلين الجدد مما يؤدي إلى اندلاع تلك الصراعات بسبب نزعة الزعامة والتسلط وبسط النفوذ في الحي. العصابات المافيوية تتحدى القانون خطورة الوضع والتفشي الرهيب لحوادث القتل عبر الاحياء جعل الحكومة تتحرك بحيث خلص مجلس الوزراء في اجتماع له والذي ترأسه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى عدة نقاط وتوصيات هامة تتمثل في مجملها في التشديد على مكافحة تفشي ظاهرة النشاط الإجرامي لعصابات الأحياء وأسدى رئيس الجمهورية خلال ترأسه مجلس الوزراء ال 18 تعليمات مفادها التشديد على مكافحة تفشي ظاهرة النشاط الإجرامي لعصابات الأحياء التي عرفت تناميا في السنوات الأخيرة خاصة في المدن الكبرى مؤكدا على الزيادة في إجراءات الردع القانوني لحماية المواطنين وممتلكاتهم من هذه العصابات الإجرامية التي يُستخدم فيها المال الفاسد لخلق البلبلة وترهيب السكان وترويج المخدّرات . السجن المؤبد ل بلطجية الأحياء أمر الرئيس تبون بمنع استيراد أو بيع أو حيازة أو استعمال أو صناعة السلاح الأبيض من سيوف وخناجر قصد تزويد عصابات الأحياء به واستثناء المعاقبين من عصابات الأحياء من إجراءات العفو بالإضافة إلى إقرار تدابير قانونية لحماية الأجهزة الأمنية بمختلف أسلاكها المكلفة بمواجهة هذه العصابات. وأمر رئيس الجمهورية بتكثيف عمل اللجنة الوطنية واللجان المحلية المستحدثة في مشروع الأمر المعروض للنقاش وإشراك المجتمع المدني في محاربة هذه الجريمة التي تتراوح عقوبة الحبس المقترحة بشأنها من خمس سنوات إلى المؤبد في حالة القتل بالإضافة إلى الغرامة المالية التي تصل إلى مليوني دج كما توعد وزير العدل بلقاسم زغماتي العصابات الإجرامية والبلطجية بالعقاب الشديد وإنزال عقوبات غليظة عليهم مباشرة بعد صدور القانون الذي تعدّه الحكومة لوضع حدّ لظاهرة تحارب العصابات باستعمال الأسلحة البيضاء والاعتداء على المواطنين وترهيبهم بالسيوف داعيا القضاة إلى التشدد والتطبيق الصارم لقوانين الجمهورية في حماية أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة وفرض الأمن والسكينة.