بعد جريمة مروعة الأمن الأردني يطارد العصابات في الأزقة تبدو حلقة جديدة في إطار المواجهة الأمنية الأردنية المعلنة أو الحرب التي أعلنها مدير الأمن العام الجنرال حسين الحواتمة على العالم السفلي للجريمة في بلاده حيث المئات من أصحاب السوابق والبلطجية والزعران وتجار المخدرات الصغار وفارضي الاتاوات الذين أصبحوا هدفا علنيا للدولة الأردنية هذه المرة وليس فقط لقوات الامن العام . فجر الأحد كان صباحا فارقا بالنسبة للرأي العام في الأردن وللمعادلة الأمنية أيضا فقد لأعلنت حملة أمنية واسعة النطاق وفي مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها وتحديدا تم الاعلان عن مناطق محددة تتواجد بها مجموعات جرائم الرصيف والأسواق المنظمة تقريبا والهدف الأعمق لهذه العملية الأمنية تفكيك منظومة أصحاب السوابق الذين يعتدون على حقوق الأفراد والتجار في المجتمع الأردني . وهاجم المئات من رجال الأمن العام والشرطة وقوات الدرك وحتى الشرطة الخاصة بعد منتصف ليلة السبت وبشكل منظم تماما عشرات المنازل والمناطق والاحياء الشعبية التي يتواجد فيها أرباب السوابق ومن تعلم عنهم الاجهزة الامنية مسبقا بأن لهم سجلات في فرض الاتاوات على التجار وعلى باعة الارصفة وعلى بسطاء المواطنين وكانت هجمة أمنية منظمة ومنسقة بتعليمات مباشرة من مدير الامن العام ووسط حالة تعاطف من الرأي العام الأردني بعد الجريمة البشعة التي ارتكبت والتي سميت بجريمة فتى الزرقاء . وفور الاعلان عن بدء تنفيذ الجزء العملياتي في المسألة الأمنية انتهت الساعات الأربعة الأولى تقريبا من بدء الاشتباك مع رموز الجريمة المخفية والتي تختبئ في اعماق المجتمع وخصوصا في بعض المحافظات والمناطق مثل مدينتي الزرقاء والرصيفة وبعض احياء عمان العاصمة او شرقي العاصمة عمان وانتهت هذه المواجهة بإعلان الناطق الرسمي باسم الأمن العام عن اعتقال 97 مطلوبا أمنيا الكثير منهم مطلوبين سابقين لقيود قضائية سابقة وفارين من وجه العدالة وبعضهم معروف والعشرات منهم معروفون لدي الاجهزة الأمنية من فارضي الاتاوات بمعنى فرض غرامات مالية بدون وجه حق خارج الاطار القانوني على التجار واصحاب المحلات التجارية . وتم الاعلان عن قتيل واحد من المطلوبين ألقى بنفسه من شرفة منزله ثم توفي في المستشفى حتى لا يسلم نفسه للقوات الأمنية وتتخذ المجموعات الأمنية التي تداهم اوكار المطلوبين وارباب السوابق اجراءات محددة وبعدما أعلنت بأن على المعنيين بهذه الاعتقالات تسليم أنفسهم بدون مقاومة الأجهزة الأمنية وبالتالي سيتم التعامل مع من سيسلم نفسه بدون مقاومة وفقا لأحكام القانون ودون ذلك وجه مدير الامن العام الحواتمة مجموعات المداهمة والاختراق الأمنية الخاصة استخدام كل أصناف القوة المتاحة للسيطرة على من يقاومون رجال الأمن العام . ويبدو ان ملف المطلوبين أمنيا يتدحرج بالمستوى السياسي والمستوى البيروقراطي والأمني وحتى السيادي الأردني بعد الضجة العالمية التي أثارتها جريمة فتى الزرقاء حيث تم تقطيع يديه وفقء عينيه من قبل 14 شخصا بناء على عملية ثأر وانتقام لجريمة اخرى حصلت قبل شهرين تقريبا . وأدانت الأممالمتحدة جريمة فتى الزرقاء وعبر الملك عبد الله الثاني عن غضبه الشديد وكذلك الملكة رانيا العبد الله وأثارت الجريمة نفسها سخطا كبيرا على المطلوبين وارباب السوابق من المطلوبين للأجهزة الأمنية والقضائية وبالتالي توفرت حاضنة اجتماعية هي نادرة لأول مرة للعمليات الأمنية الجديدة حيث ضجر الشارع والرأي العام من تصرفات الخارجين عن القانون والذين اعلنت مديرية الامن العام الآن الحرب الحقيقية عليهم .