تعد أوروبا المنطقة التي تشهد أسرع تفش للوباء حاليا وجراء ذلك فرضت حكوماتها تدابير جديدة غالبا ما يعترض عليها السكان. وقد يزداد التوتر هذا الأسبوع في إيطاليا. فبحسب الصحافة المحلية ستعلن الحكومة الاثنين عزل مدن كبيرة بدءاً من ميلانو ونابولي. ويُعتبر هذا الرهان محفوفا بالمخاطر بعد المواجهات التي اندلعت السبت في روما بين الشرطة ومتظاهرين غاضبين من القيود المفروضة في محاولة لاحتواء الوباء. وقال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي إن الحكومة ستعمل على تشديد القيود للحد من انتشار فيروس كورونا لكنها تسعى لعدم إعادة فرض قيود عزل عام في جميع أنحاء البلاد. وقال كونتي -في خطاب أمام البرلمان- إن البلاد بحاجة الآن لفرض إجراءات أكثر صرامة بما في ذلك الحد من السفر للمناطق الأكثر تضررا وفرض حظر تجول ليلي نظرا لحدوث طفرة جديدة في تفشي الفيروس. وفي ألمانيا ستُغلق قطاعات المطاعم والثقافة والترفيه اعتباراً من الاثنين. وستحدّد القيود الجديدة -التي تستمرّ حتى نهاية نوفمبر - عدد الأشخاص المشاركين في لقاءات خاصة ب 10 من أسرتين مختلفتين. وستغلق الحانات والمقاهي والمطاعم وأحواض السباحة ومراكز رياضية أخرى في حين ستُجرى منافسات المحترفين من دون جمهور. وسيُسمح للمدارس والمتاجر بإبقاء أبوابها مفتوحةً. وفي وقت سابق قالت مستشارة البلاد أنجيلا ميركل إن فيروس كورونا المستجد يتصرف بشكل مختلف ويصبح أكثر شراسة بدرجات الحرارة الأقل وكان على ألمانيا أن تتحرك بفرض قيود جديدة على الحياة العامة لحماية نظامها الصحي. وأضافت ميركل في مؤتمر صحفي لا يمكن أن نسمح لهذا الانتشار السريع للفيروس بأن يثقل كاهل نظامنا الصحي مشيرة إلى أن عدد من يعالجون بوحدات العناية المركزة بسبب كورونا تضاعف الأيام العشرة المنقضية. من جانبها بدأت بلجيكا إغلاقاً جديداً يستمرّ 6 أسابيع إلا أنه أقلّ صرامة من ذلك الذي فُرض في الربيع. وهي تعد الدولة التي تسجّل عالميا أكبر عدد من الإصابات بكوفيد-19 نسبة لعدد سكانها. وأصبح العمل عن بعد إلزامياً حيثما كان ممكناً وأُغلقت كل المتاجر غير الأساسية. لكن سُمح لمحال الورود والمكتبات بإبقاء أبوابها مفتوحةً. في فرنسا اعتبر المجلس العلمي -الذي يقدّم المشورة للحكومة في ما يخصّ الوباء- أن الموجة الثانية التي تكافحها أوروبا حالياً ليست الأخيرة على الأرجح وثمة احتمال حدوث عدة موجات متتالية نهاية فصل الشتاء .