كشف قائد سلاح البحرية الإسرائيلي الأسبق اللواء أبراهام بوتسر عن عدم قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على ضرب إيران لعرقلة برنامجها النووي. ورأى بوتسر أن الغواصات التي بإمكانها إطلاق صواريخ تحمل رؤوسا متفجرة نووية قادرة على القيام ب"ردع إستراتيجي" في هذا السياق. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن أبراهام بوتسر تخوفه من إقناع قادة سلاح الجو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك بقدرة السلاح على تنفيذ هجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية، لأن هذا "وهمٌ خطير". وأشار إلي إجماع المحللين الإسرائيليين على أن تحذير رئيس الموساد السابق مائير داغان من مهاجمة إيران يتعارض مع تأييد نتنياهو وباراك لشن هجوما كهذا. ويذكر أن بوتسر تولى قيادة سلاح البحرية بين السنوات 1968 – 1972 وكان عضوا في هيئة الأركان العامة. وأضاف اللواء بوتسر أن القادة العسكريين تميل إلى خوض حروب الماضي، ففي حرب الأيام الستة عام 1967 دمر سلاح الجو خلال ساعات معدودة أسلحة الجو المصرية والسورية والأردنية مما مكَّن القوات البرية من التقدم بسهولة، وبناءً على هذا فيعتقد قادة سلاح الجو أنهم بإمكانهم تكرار مثل هذا الإنجاز في الحرب المقبلة مما ساعدهم ذلك في إقناع جميع أعضاء هيئة الأركان العامة والقيادة السياسية. ولفت القائد الإسرائيلي إلى ثقة القوات الإسرائيلية خلال حرب يوم الغفران عام 1973 في قدرة سلاح الجو على تدمير القوة المصرية كلها قبل عبورها لقناة السويس مما أثر سلبا على العمليات العسكرية البرية المطلوبة، وكانت النتيجة أن الصاروخ لوى جناح الطائرة. وتأتي تصريحات بوتسر بعد المقال الذي نشره قائد سلاح الجو الإسرائيلي الأسبق اللواء دافيد عبري ودعا خلاله إلى تقوية سلاح الجو، معقبا على ذلك بالقول أن الاعتقاد بأهمية القوة الجوية الكبيرة أظهر فشله في يوم "الغفران" وحرب لبنان الثانية عام 2006. ويرى أهمية تقوية سلاح البحرية الإسرائيلي عبر التزود بمزيد من الغواصات، بالرغم من امتلاكها لثلاث غواصات من طراز "دولفين" الألمانية الصنع إضافة إلى صنع غواصتين جديدتين وهي قادرة على حمل صواريخ برؤوس حربية نووية وتوجيه ما يعرف ب"الضربة الثانية" في حال تعرض إسرائيل لهجوم نووي. ويعتبر بوتسر أنه يجب أن تمتلك إسرائيل أسطولا مؤلفا من 8 أو 9 غواصات لعدم قدرة سلاح الجو على القيام بهجوم ناجح ضد إيران لتدمير منشآتها النووية، مشيرا إلى اعتماد الدول الكبرى مثل الولاياتالمتحدة خلال الحرب الباردة على الغواصات.