مراصد ثقافية إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد الآراء حول برنامج أمير الشعراء زمن التطبيع مع الكيان الصهيوني المنافسة لا تلقى اهتماما كبيرا كالنسخ السابقة بعد ما أعلنت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية ب أبو ظبي بداية التسجيل للمشاركة في برنامج أمير الشعراء للموسم التاسع سألنا شعراء من العالم العربي عن آرائهم بشأن الذين يرغبون في المشاركة والذين يمتنعون لا سيما بعد تطبيع الإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع إسرائيل . وهل يستطيع البرنامج خطف الأضواء مثل نسخه السابقة ويحقق بعض أهدافه الثقافية وغيرها؟. الشاعر ركاد حسن خليل– فلسطين التطبيع مع الكيان الصهيوني صار شعاراً من أنظمة عربية دون مراعاة لحقوق الفلسطينيين بلا شك كانت المشاركة في مسابقة أمير الشعراء التي يُنظّمها تلفزيون أبوظبي سنويًّا طموحَ كلِّ شاعر من شعراء الوطن العربي السّاعين إلى الشهرة والنجومية أو أولئك الذين يجدون فيها فرصة للكسب المادّي إذ تبلغ جائزتها الأولى مليون درهم إماراتي. وكانت هذه المسابقة تستقطب عددًا كبيرا من الشباب العربي الموهوب الذي لمعت نجوميته بعد مشاركته فيها حتى دون الوصول إلى لقب أمير الشعراء أمثال الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي والشاعرين المصريين هشام الجخ ومصطفى الجزار ومن السودان روضة الحاج ومن موريتانيا محمد ولد الطالب وغيرهم كثير. وقد كانت هذه المسابقة بالرغم مما شابها من بعض التحيّز والميل غير العادل لصالح شاعر من الشعراء على حساب آخر إلاّ أنّ المسابقة بقيت تشكلّ ظاهرة صحّية في ساحة ثقافية عربية تعجّ بالمبدعين الذين يرجون أن تصل أصواتهم إلى عامة الناس ليشكلوا رافعة ثقافية لمجتمعات مأزومة سياسيا واقتصاديا وفي السنوات الأخيرة أمنيّا وأخلاقيّا. غير أنّ هذه الأزمات والواقع السياسي الراهن الذي أدّى إلى الاصطفافات العربية بعيدا عن قضايا العرب الرئيسية وأولوياتها خصوصا بعد أن جاء ترامب على رأس الإدارة الأمريكية وأدخل المنطقة العربيّة برمّتها إلى قطيعه خاضعةً لعصاه مطيعة لأوامره أصبحنا نُدرك تماما أن لا شيء يمكن أن يسير على سكة الصلاح وأصبحت طاعة الدول لمخططاته عمياء ليس للدول إلاّ أن تخضع وتستجيب لرغباته في صناعة شرق أوسط جديد وفتح أبواب العواصم العربية لعدو العرب التاريخي الكيان الصهيوني المسمىّ إسرائيل المزروع في فلسطين خاصرة الوطن العربي وقلبه النابض. وأصبح التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني شعارا مرفوعا لدى عدد من الأنظمة العربية وبدأت تطبيقه جهارا نهارا دون أي مراعاة لحقوق الفلسطينيين في وطنهم وأرضهم ودون اكتراث لأعراف ودين ولا حتى لقوانين ترعاها منظومة ما يسمى بالمجتمع الدولي متجاهلين كل الظلم الذي عانى منه الشعب الفلسطيني متناسين كل المجازر التي ارتكبها هذا الكيان الصهيوني الغاصب على مدار تاريخه بحق الفلسطينيين والعرب في فلسطين ومصر ولبنان وسورية. بل ذهبوا أكثر من ذلك وقف هؤلاء المطبعون مع الظالم ونصروه على المظلوم وسمحوا لماكيناتهم الإعلامية بتشويه حقيقي لحقيقة الصراع مع الصهاينة وبدأت هذه المكائن الإعلامية وأصوات نشاز منفردة عربية تُعتبر زورا من النخب في الترويج للرواية الصهيونية حول المقدسات في فلسطين. وكان في طليعة هذه الدول الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والسودان التي ارتمت في أحضان الصهاينة معلنة بكل وجه قبيح أنّ التوجه القادم لأنْ يُصبِحَ الكيان الصهيوني المسمّى إسرائيل عضوا أصيلا في الجسد العربي دون حق الفلسطيني في أرضه وترابه الوطني ودون حقه في أن يعيش آمنا مستقلا. في هذا الخضمّ العاصف الجديد فإنّ من الطبيعي والأخلاقي والإنساني والمبدئي أن يسعى المخلصون من المثقفين والنخب العربية والشعراء في مقدمتهم إلى تمييز أنفسهم بعيدا عن الخانعين الخاضعين المنبطحين المستسلمين ويحافظوا على هويتهم وانتمائهم وكبريائهم في رفض كل هذا الخبث المسيطر على الكيانات العربية وتأكيد وقوفهم مع قضايا الأمة وأولوياتها وعلى رأس هذه القضايا قضية فلسطين التي يعتبرها الأوفياء أمثال إخوتنا وأحبتنا في الجزائر حكومة وشعبا قضية العرب المركزية الأولى والميزان الذي تُبنى عليه المواقف فلم تعد على أساسه المقولة الجزائرية الشهيرة (مع فلسطين ظالمة أو مظلومة) التي أطلقها الرئيس المرحوم هواري بومدين ويرددها الجزائريون جميعا حتى على لسان الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون شعارا عاديًّا بل أصبحت على أساسها يُفرز الأحرار عن المتخاذلين المتواطئين. من هنا وبناءً على ما تقدّم من حديث فإنّ من الطبيعي أن يُقاطعَ الأوفياءُ من الشعراء العرب الأحرار هذه المسابقة مسابقة أمير الشعراء للموسم القادم وأن لا يدعو لها مؤمنٌ بعدالة قضية فلسطين وكذا أن يتم الدعوة لتأسيس تيّار عربيّ مناهض للتطبيع مع الصهاينة ليوقف هذا الزحف الصهيوني على المنطقة العربية ولكسر مروّجي الدعاية والرواية الصهيونية ووقف تماديهم وعدم تعدّيهم الحد الذي وصلوا إليه في رضوخهم وانبطاحهم. إنّ عدم المشاركة في مسابقة أمير الشعراء في موسمها القادم المقامة في أبو ظبي وعدم المشاركة في كل الفعاليات الثقافية والأدبية والإعلامية وغيرها من الفعاليات التي تُقيمها الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني هو موقف مبدئي وأخلاقي وإنساني ووطني يتّخذه الشرفاء حفظا للكرامة والحق العربي. فلا يمكن للأحرار والشرفاء أن يكونوا من المطبلين والمروّجين لسياسات لباسها ذلٌّ وعارٌ وشنار. خصوصًا أنه بات من المؤكد أن مقص الرقيب ستكون له اليد الطولى على نوعية الشعراء المشاركين وما ستكون عليه مشاركاتهم الشعرية في ما تحمله من مواضيع وغايات ولم تعد المعايير الشعرية فيما يخص اللغة والصورة والمفردات والتفاعيل والموهبة الإبداعية هي الميزان الذي تقاس عليه المشاركات إنّما المواقف والانتماءات السياسية والقبول بسياسات الانبطاح والتطبيع مع الصهاينة هي المعايير التي تقاس على أساسها مساهمات الشعراء وعليها يُحدد الفائز من الخاسر ولن تُقبل بالتأكيد أيّ مشاركة من أيِّ مشارك قصيدة كقصيدة الشاعر مصطفى الجزار الشهيرة (كفكف دموعَك وانسحب يا عنترة) بينما الأولوية لكل النصوص التي تدعو للتطبيع والتعايش والسلام مع الصهاينة. أما مسألة أن يلقى برنامج مسابقة أمير الشعراء نفس الاهتمام والمتابعة والأضواء التي لقيها البرنامج في نُسخه السابقة فلا أظن ذلك أبدا لإيماني الراسخ بأن وطننا العربي مليء بأحرار لا يُباعون ولا يُشترون بمال راسخو المبادئ يُقيمونَ على مواقفهم في ثبات ويقين بأن لا حقّ في النّهاية إلاّ الحق والباطلُ مصيره الاندحار. وإنّ غدا لناظره قريب. الشاعرة حورية منصوري – الجزائر ضمائر الشعراء لا تحجب عما يحدث لفلسطين أقيمت المهرجانات الثقافية العربية منها والأدبية لتبني صروح سانية سامية بالكلمة والقلم. وتؤذن للحق وتنشر رسالات السلام وتناهض الظلم وعجرفةالعدوان الذي يختال ومايزال ينتهك ثقافتنا وهويتنا وعرضنا ويدنس أراضينا. فكيف لذوي الأقلام أن يطأوا أرضا أمراؤها طبعوا مع إسرائيل ؟ ضاربين عرض الحائط قضية القرن .. وأرض الشرفاء والمرسلين قِبلة المسلمين الأولى ومعراج رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم. قد أقيم مهرجان كمهرجان أمير الشعراء ليكون محج كل الأدباء ووجهتهم ولتولدفيه قامات شعرية وأقلام ذهبيةعربية ومسلمة مجندة لمحاربة الظلم لكن ليس بأرض من مدوا أياديهموطبعوا مع إسرائيل .. ليسلب الحق وينكس عَلم فلسطين وتندثر رمزية الجهاد وشهادة المسلمين وتحزن قِبلتنا الأولى. فهل ضمائر الشعراء تحجب عما يحدث للقضية ويهدرون إلهامهم الشعري ويكسرون أقلامهم التي من الأجدر أن تكون هي الحسام وندا لكل من ينشر الظلم والفساد؟. فلاللتطبيع ولن تطأ الأقدام الحرة أرض منأهملوا قضية المسلمين ورسموا شبح الظلم ليتراقص على أرض فلسطين. ****** لا للتطبيع.. وألف لا خسِئَ الذي داَسَ الأمَانَةَبالخَنا خاَنَ العُرُوبَة بالهَوَى المَجْنُونِ سَلَّمْتُموُا الأعداءَ هَيْبَتَنا وما التَّطبيعُ.. إلا َّبصمةَ المَوْهوُن ِ في صفحةِ الخُذْلانِ أضْحَى قُبْحُكُم باديًا فقد بِتُّمْ كماالمَعْفُونِ مُسِحَتْ هَوِيتَكم فلستُم بَيْننا لا مِنْ أمين ..لا مِنَ الَمأمُونِ القُدْسُ قِبلَتُنا وتبقَى عِرْضُنا أَرْضُ الشُّموخِ وجَنَّةُ الزَّيتُونِ سِرْتُم على التَّطبيِع تلكَ خِيَانةٌ ذلاًّ لكم تبقَى.. مع الصَّهيُونِ ذي لعنةٌ حلَّتْ بِكُم للدَّوْنِ هذا الهوانُ.. ذقوهُ كالمَطعُون ِ تحيَا فلسطين الإبَا بِعُيُونِ نَرعَى قَدَاسَتها بلا فِرعونِ أتُطَّبِعون مع العدى سَفَهًا؟ فقدْ صُمَّتْ مَآذنُكم عنِ المَأَذُونِ أينَ السُّلاَلة التِّي بَشَمائل أممٌ لها ركعتْ ومُنذ ُقُروُنِ؟. الشاعرة زهرة سايب– الجزائر اعتصامنا نصر لنا جميعا وفي الفُرقة ضعف لا يخدم إلا إسرائيل وأحلافها التطبيع مع الكيان الصهيوني ليس له تفسير آخر إلا التواطؤ والبحث عن المصالح الشخصية المحدودة جدا و أيضا تقزم السلطة العربية من المخجل جدا أن يتفق العربي على أن لا يتفق ! أين موقع العرب من خريطة الوجود ؟! أين حق الرفض إذا تطلب الموقف أن يقول العربي : لا!. الأمر واضح جدا لا يحتاج الكثير من التوضيح والتفلسف من تخاذل وهضم حق الفلسطينيين فهو خائن الله والوطن لا يجب أن نركز على من خان بل يجب أن نجمع الجهود التي ثبتت على موقف واحد منذ البداية بخصوص القضية الفلسطينية سوف نحقق النصر فقط متى اعتصمنا بحبل الله جميعا لأن في التفرق ضعف وخاتمة سوداء لا تخدم غير إسرائيل وأحلافها من باع المبادئ سيباع بأبخس ثمن ويرسمه التاريخ في خانة الخونة وبئس المصير. القضية الفلسطينية لا يمكن دفنها تحت أي مصطلح والتطبيع واحد من هذه المصطلحات الدنيئة التي تهدف إلى إلغاء دولة بشعبها وأرضها سواء تم التطبيع علنا أم سرا النتيجة واحدة ما يهم هو ممارسة السلطة الفلسطينية على أرض الواقع إذا تحالف العرب باسم الدين والعروبة كان الموقف أقوى وأنجع وأما الانقسام فهو بوابة الانهزام السلام أحيانا لا يمنح بل يصنع بالاتحاد والثبات وأيضا الصمود وصنع قرارات واقعية علنية تثبت أن العربي سيد مستقلا. إن حقيقة الوطن العربي اليوم كيتيم بيع في سوق العبيد لا طريق واضح ! لا مخطط واضح ! إنه الغموض المؤدي إلى سبيل الهلاك تسقط الدول العربية اليوم متتابعة و كله بسب التخاذل والخيانة الخائن مثل العدو تماما كضرس أصبابه التسوس فوجب اقتلاعه الشيء الأكيد أن الحق لن يسقط وإن غابت العدالة عدالة الله أقوى و أبقى الشعب الفلسطيني موعود بالنصر من أعظم قوة في الوجود الله الصمت ليس معناه الموت بل الاستمرارية إنه شعب رضع الكفاح والتحدي فلا خوف إلا على الخائن الذي سيقع ولن يجد كفا تسعفه الإيمان نصف الحل والنصف الآخر يد صادقة تصافح يد المكافح الفلسطيني صحيح هناك الكثير من التدهور والركود ولكن يمكن إنقاذ الموقف بمخطط صريح وشجاع من أنصار القضية الفلسطينية ويبقى قول الله تعالى طريقا مناسبا لوصول ناجح. وأما فيما يخص برنامج أمير الشعراء ففشله أو نجاحه ليس بالحدث العظيم بل الأهم هو أن يحفظ ولاة الأمور كرامة الشعوب بكلمة حق عادلة الأمير الحقيقي هو من نصر المظلوم لو بصمت حكيم. ..يتبع..